المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية
كلية الدعوة وأصول الدين
قسم التربية
برنامج الدكتوراه المسائي
الأقلية المسلمة في
الولايات المتحدة الأمريكية والتحديات المعاصرة
إعداد الطالب
أشرف عطية الله
موسى العمري
مقدم إلى فضيلة الدكتور
د.عيد حجيج الجهني
الفصل الأول1433هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله حمدا يليق بجلال وجه وعظيم سلطانه الحمد لله
القائل( أنما المسلمون أخوة) سبحانه وتعالى القائل( وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا)، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين مرسي دعائم الأخوة ومؤسس
كيان الأمة المسلمة القائل(المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا... أما بعد..
فالإسلام
هو نعمة من أعظم نعم الله التي منَّ بها عز وجل على عبادة، وقد دخل الناس في هذا
الدين العظيم أفواجا، ومن كل حدب وصوب، لأنه الدين الحق، الذي ارتضاه الله عز وجل
لعبادة؛ ولهذا نجد أن الدين الإسلامي قد انتشر في أصقاع العالم، شماله وجنوبه،
شرقه وغربه، فلا نجد مكان في هذا العالم الواسع إلا ونجد هناك من يشهد أن لا إله
إلا الله وان محمداً عبده ورسوله، ومع ذلك نجد من يحارب هذا الدين وأهله، قال
تعالى:(
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ
إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
وفي
ظل هذه الحرب الشعواء على الإسلام وأهله، نجد هناك أقليات مسلمة تعيش في بلاد
الكفر؛ لظروفها المختلفة والمتباينة، وقد عانت ما عانت من الحرب عليها وعلى دينها،
ومع هذا فإنهم يكافحون وينافحون من أجل دينهم الذي ارتضوه لهم دينا.
ويطلق
على هؤلاء المسلمين في بلاد الكفر مسمى الأقليات المسلمة، ذلك أنهم يعيشون وسط
كثرة غير إسلامية، وفي مجتمعات غير مسلمة، فتأثرت جميع أحوالهم، الدينية والسياسية،
والاجتماعية ، والاقتصادية ، والتربوية والتعليمية، وفي جميع مناحي الحياة الأخرى،
وتواجه هذه الأقليات المسلمة تحديات عظيمة يجهلها الكثير من أبناء الإسلام الذين
يعيشون في ديار الإسلام.
ويعد التعليم مطلبًا مهمًا للمسلم حث عليه
ديننا الحنيف قال سبحانه:{ اقرأ باسم ربك الذي خلق (*) خلق الإنسان من علق (*)
اقرأ وربك الأكرم } سورة العلق 1-5 ، وكما جاء في السنة الهادي المصطفى فقد حث صلى
الله عليه وسلم على تلقي العلم وأخذ المعرفة في عدد من الأحاديث النبوية، وليس أدل
على أهمية التعليم للمسلم مما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسرى غزوة
بدر من الكفار بدلاً من دفع الفدية بأن يعلم كل أسير منهم عشرة من أبناء المسلمين
ليتم فك أسره .
والمسلمون الذين يعيشون كأقليات في مجتمعات غير
إسلامية أحق بأن يتعلموا أمور دينهم وأن يتمسكوا بعقيدﺗﻬم وأن
يحافظوا على كياﻧﻬم وهويتهم الإسلامية حتى لا تذوب وتتلاشى بمرور
الزمن جيلاً بعد جيل وحتى لا تنفصل الأجيال المسلمة وتنقطع عن جذورها الإسلامية .
وتعد الولايات المتحـدة الأمريكية من أكثر
الدول في العالم، إن لم تـكن أكثرها، اسـتقـطابا للمهاجـرين، فسكانها يتكونون مـن
فـئات اجـتماعـية ترجع في أصـولها إلى أماكـن كثيرة ومتـفـرقة من العـالم فقد
تزايد المهاجرون من العالم الإسلامي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكثرت
البعثات، وتزايدت أعداد الداخلين في دين الله أفواجا، وخاصة من السود الذين يرون
أن أصولهم إسلامية، وأن أسرهم عندما جيء بها إلى العالم الجديد كانت مسلمة، وزاد
من إقبال السود على الإسلام ظهور زعامات ورموز قوية ونافذة من المسلمين السود،
اشتهرت ليس على مستوى أمريكا فقط، وإنما على مستوى العالم كله، ويأتي في مقدمتهم
مالكلوم إكس، ووارث الدين محمد، ومحمد على كلاي، ولاعب السلة المشهور عبد الكريم
عبد الجبار وغيرهم.
ونتيجة لذلك كله، شهد العمل الإسلامي في
الولايات المتحدة الأمريكية نقلات وخطوات كبيرة إلى الأفضل والأحسن، منها العمل
على تصحيح بعض المعتقدات المنحرفة عند بعض الطوائف والجماعات المنتمية إلى
الإسلام، ومنها التوسع في إنشاء المؤسسات والجمعيات والمراكز والمدارس الإسلامية،
ومن تلك النقلات المهمة استخدام وسائل الإعلام الحديثة من إذاعة وتلفزيون وصحافة
وأشرطة في الدعوة الإسلامية، وبعدد من اللغات، ويأتي هذا البحث محاولة لدراسة
أوضاع الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية، والواقع التعليمي لهم وأبرز
التحديات التي تواجه تعليمهم هناك، والحلول المقترحة لمواجهة هذه التحديات.
-
موضوع الدراسة
وتساؤلاتها:
إن دعم الأقليات والاهتمام
بقضاياهم يُعَدُّ ضرورة لتحسين صورة الإسلام في الغرب فهم وجه الإسلام وصورته
الحية هناك، فهؤلاء المسلمون هم خط الدفاع الأول عن الإسلام وما يلصق به من
افتراءات وهم أقدر على تفنيد
الشبهات ورد الادعاءات واقدر على تفهم العقلية والنفسية الغربية وكيفية التعامل معها ولابد
أن يكون ذلك الدعم من كافة الجهات سواء أفراداً أو مؤسسات أو دول.
وفي
ضوء ما سبق, يمكن أن يتحدد موضوع الدراسة في السؤال الرئيس الآتي:
ما الواقع التعليمي للأقلية المسلمة في الولايات المتحدة
الأمريكية ؟
ويتفرع عن هذا السؤال الأسئلة الآتية:
-
ما مفهوم الأقليات؟
-
كيف وصل الإسلام للولايات المتحدة
الأمريكية؟
-
ما النظام التعليمي القائم في الولايات
المتحدة الأمريكية؟
-
ما أهم التحديات التي يواجهها تعليم
الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية؟
-
ما الحلول المقترحة لمواجهة التحديات
المعاصرة للأقلية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية؟
-
أهداف الدراسة:
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق
الأهداف الآتية:
-
التعرف إلى مفهوم الأقليات.
-
توضيح كيفية دخول الإسلام إلى الولايات
المتحدة الأمريكية.
-
الكشف عن نظام التعليم في الولايات
المتحدة الأمريكية.
-
تحديد أبرز التحديات التي تواجه تعليم
الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
-
التعرف على مجموعة من الحلول المقترحة
لمواجهة التحديات المعاصرة للأقلية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
-
أهمية الدراسة:
تبرز
أهمية هذه الدراسة فيما يأتي:
1. تحاول
الدراسة تكوين جانب معرفي عن واقع الأقلية المسلمة في أمريكا والتعليم الإسلامي
المتوفر لهم, وهذه المعرفة لا غنى عنها للمهتمين بأمور الأقليات المسلمة في
الولايات المتحدة الأمريكية.
2. لفت نظر المهتمين بشؤون الأقليات المسلمة في العالم وخصوصا الشؤون التعليمية لها ومنهم المسلمون في الولايات
المتحدة الأمريكية .
3. أنها
تعتبر نوع من إلقاء الضوء على بعض التحديات التي تواجهه كثير من الأقليات المسلمة
في أنحاء مختلفة من العالم وهو التعليم .
-
منهج الدراسة:
سوف يستخدم الباحث المنهج الذي يساعد على تحقيق الهدف من
هذه الدراسة, ونظراً لأن الدراسة معنية بالتعرف على واقع التعليم
للأقلية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية, فإن المنهج الوصفي يُعَدُّ أكثر
المناهج مناسبة لهذه الدراسة، حيث من خلاله يمكن للباحث جمع البيانات والمعلومات التي تخص
الموضوع.
المبحث الأول: مفهوم الأقليات
إن مفهوم الأقلية مفهوم أجنبي، لم يعرفه
المسلمون ولم يعرف في الإسلام. وقد ابتلي به المسلمون حين مزقهم هذا المفهوم وما
زال يمزق ويشتت بهم حتى الآن. وقد استخدمته الدول الاستعمارية كسلاح فعال للتدخل في
شؤون الدول والشعوب الأخرى، ولتمزيقها؛ حتى يسهل استعمارها، والهيمنة عليها، ومنعها
من النهضة والتقدم.
وعند الوقوف على مفهوم الأقلية نجد أن
تعريفاته تختلف بحسب بؤرة الاهتمام التي ينطلق منها التعريف، والسياق الذي يندرج
فيه، والوظيفة التي يراد له أن يقوم بها.
أولاً: المعنى اللغوي:
ترجع لفظة أقلية لغة
إلى مادة قلل وبالرجوع لهذه المادة في المعاجم نجد أنها تنتظم ثلاثة معان: فمنها
معنى القِلْة التي هي ضد الكثرة, قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ) الأعراف: ٨٦, قال ابن منظور: " القِلْة خلاف الكثرة "[1].
ومنها ذهاب البركة قال أبو عبيد في تفسير قول
ابن مسعود "الربا وإن كثر فهو إلى
قُل " قال: هو وإن كثر فليست له بركة "[2]،وكذلك قال
الزمخشري: " القُل والقِلة كالذُّل
والذِّلة يعني أنه ممحوق البركة "[3]،وقال في اللسان:
"وفـي حديث ابن مسعود: الرِّبا، وإِن كَثُر، فهو إِلـى قُلَ؛ معناه إِلـى
قِلَّة أَي أَنه وإِن كان زيادة فـي الـمال عاجلاً فإنه يَؤُول إِلـى النقص،
كقوله: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي) البقرة: ٢٧٦[4].
ومنها الضعة والدونية: قال في اللسان: " القُل
من الرجال: الخسيس الدين "[5].
ثانياً: مفهوم الأقلية
اصطلاحا:
ومن الأشياء اللطيفة أن الاتجاهات المعاصرة في
بيان مفهوم الأقلية وتعريفها تكاد تعود إلى هذه المعاني اللغوية، فمفهوم الأقلية
له فيها ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول: ينظر إلى العدد
وبناء عليه ينظر إلى الأقلية على أنها الأقل عدداً بالنسبة للجماعة الأخرى الأكثر
عددا وانطلاقاً من ذلك تعرف الأقلية أنها: ((جماعة تقل عددا عن بقية سكان الدولة،
ويكون أعضاؤها من مواطنيها، ولهم خصائص إثنية، أو دينية، أو لغوية،
مختلفة عن تلك الخاصة ببقية السكان، كما أن
لديهم الرغبة في المحافظة على تقاليدهم الثقافية والدينية))[6].
الاتجاه الثاني: ينظر إلى
المكانة والرفعة والوجاهة وبناء عليه ينظر للأقلية على أنها الجماعة المستضعفة
مهضومة الحقوق التي ينظر إليها نظرة دونية وانطلاقاً من ذلك تعرف الأقلية أنها:
عرفت الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية الأقلية بما يلي: الأقلية ((جماعة من
الأفراد الذين يتميزون عن بقية أفراد المجتمع عرقياً أو قومياً أو دينياً أو
لغوياً. وهم يعانون من نقص نسبي في القوة، ومن ثم، يخضعون لبعض أنواع الاستعباد
والاضطهاد والمعاملة التمييزية))[7].
الاتجاه الثالث: ينظر إلى
الاختلاف والتمايز الذي يميز الأقلية عن بقية مكونان المجتمع وانطلاقاً من ذلك
تعرف الأقلية بأنها: (( مجموعة من الأفراد يعيشون في قطر ما أو منطقة،
وينتمون إلى أصل، أو دين، أو لغة، أو عادات خاصة، وتوحدهم هوية قائمة على
واحدة أو أكثر من هذه الخصائص. وفي تضامنهم معاً يعملون على المحافظة على
تقاليدهم، والتمسك بطريقة عبادتهم،
والتأكيد على تعليم ونشأة أولادهم طبقا لروح هذه التقاليد، مقدمين
المساعدة لبعضهم البعض))[8].
وعلى ذلك فإنه يمكن
تعريف" الأقلية ": ((أنها مجموعة من مواطني الدولة- أية دولة- تشكل
أقلية عددية بالنسبة لتعداد بقية المواطنين تتميز عنهم إما عرقيا أو قوميا أو
دينيا أو ثقافيا أو لغويا أو كل ذلك، وهي في الغالب الأعم تعاني من ضعف أو نقص في
القوة أو المكانة تؤثر على وضعها السياسي والاجتماعي في المجتمع)) [9].
أما المقصود بالأقلية المسلمة أنها:(( مجموعة من المسلمين
تعيش تحت سلطان دولة غير مسلمة في وسط
أغلبية غير مسلمة))[10]،
أي أنها تعيش في مجتمع لا يكون فيه الإسلام الدين السائد، أو الثقافة الغالبة، ومن ثم لا
يحظى فيه الإسلام بمؤثرات إيجابية
تساعد على ازدهار مثله ومبادئه، وقد يعاني المسلمون في حالات كثيرة من جهود ترمي إلى علمنتهم
وإبعادهم عن مثلهم الدينية، وإدماجهم في ثقافة المجتمع الغالبة. وعددهم حوالي (450) مليون مسلم، يتوزعون على
قارات العالم الست، أي ما يقرب من ثلث عدد المسلمين[11].
المبحث الثاني: الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة
الأمريكية
الإسلام دين فاتح لا تقف أمامه عوائق
طبيعية أو جغرافية فأبناؤه يقطعون المسافات الشاسعة والمحيطات الواسعة ينشرون نوره
في شتى بقاع الأرض
.. وهناك في
الأمريكتين يسكن عدد من المسلمين يزيدون على خمسة ملايين مع أن بعض التقديرات تصل
بهم إلى خمسة ملايين في أمريكا الشمالية وحدها ، ويقول تقدير آخر لعدد المسلمين في
أمريكا الشمالية فقط بأنه يصل إلى ثلاثة ملايين مسلم ولكن مع عدم وجود إحصاء دقيق
وموثوق ، فإن كل هذه التقديرات لأعداد المسلمين سواء في أمريكا الشمالية أو في
أمريكا الجنوبية لا تتعدى كونها اجتهادات من قبل المراكز أو الاتحادات الإسلامية
الموجودة هناك ، وفي المقابل نجد أن التقديرات الحكومية تصل بعددهم إلى أقل من
ثلاثة ملايين في الأمريكتين وذلك لعدم إظهار الدين في الإحصاءات الرسمية ، ورغم
أنهم قلة بالنسبة لمجموع السكان في هاتين القارتين إلا أن ذلك الوجود المسلم يعبر
أصدق تعبير على أن نور الإسلام لا يعرف الحواجز الطبيعية أو العوائق الجغرافية.
وتشير مصادر عديدة إلى أن المسلمين
وصلوا إلى أمريكا قبل وصول كولمبس إليها ، ولقد أشعار المسعودي في مروج الذهب (
كتب سنة 339هـ/956م) إلى كتاب له " إكبار
الزمان " ، أشار إلى رحلات مسلمي قرطبة عبر المحيط الأطلنطي " بحر
الظلمات " ، ولقد استفاد كولمبس ، من رحلات المسلمين عبر الأطلنطي إلى العالم
الجديد في رحلاته الكشفية ، فلقد ذكر في سجلات رحلاته : أن الهنود الأمريكيين
حدثوه عن علاقات تجارية سابقة مع الإفريقيين ، ولقد شاهد (أمريجو
فسبوشي) في وسط الأطلنطي عودته زوارق الماندينج من غامبيا غربي أفريقيا ، وهكذا
كان الوصول الأول للإسلام إلى العالم الجديد مبكرا.
دخول الإسلام في الأمريكيتين:
دخول الإسلام في الأمريكيتين:
يذكر كتاب الإسلام في أمريكا المطبوع في استانبول عام 1311هـ إن أول من بدأ بنشر الإسلام في أمريكا هو مهتدي أمريكي اسمه ( ألكسندر راسل ) وكان يعمل قنصلا عاما في الفلبين ، فلما علم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بخبر اهتمامه بالإسلام واتصاله بالعالم الإسلامي ، كلف أحد علماء الإسلام وهو عبد الله الجداوي بالاتصال به ومقابلته وكان اللقاء بمدينة مانيلا .. وبعد اللقاء أعلن (ألكسندر راسل) إسلامه واستقال من عمله الرسمي ثم سافر إلى الهند لمقابلة زعماء المسلمين هناك وطلب المساعدة في نشر الإسلام في أمريكا وغادرها إلى أمريكا يحدوه الأمل في نشر الإسلام .
واستأجر عمارة في مدينة نيويورك بأربعة أدوار خصص دورا لسكنه ودورين لإصدار كتبه ومجلته التي سماها ( العالم الإسلامي ) أما الدور الباقي فجعلها مسجدا ، وبدأ ينشر الإسلام في نيويورك.
الأمريكيون
المسلمون اليوم هم خليط استثنائي من الإثنيات، واللغات، والأيديولوجيات، والأوضاع
الاجتماعية والاقتصادية، والجماعات الدينية المختلفة، فالمسلمون الأميركيون
الأصليون مندمجون جيدا في المجتمع الأمريكي، بينما لا زال العديد من المهاجرين
الجدد في بداية عهد تأقلمهم مع الحياة الأمريكية. أما من ناحية التمسك بالدين، فإن
المسلمين يتراوحون بين المتشددين جدا والمعتدلين والعلمانيين. ويتشابه المسلمون مع
أتباع الديانات الأخرى في أمريكا كالمسيحيين، واليهود، والهندوس، وسواهم من
الجاليات الدينية، في أن العديد منهم يلتمس اندماجا سياسيا واجتماعيا كاملا، وفي
حين يفضل الآخرون منهم العيش أولا في سياق جالياتهم وممارساتها الثقافية الخاصة.
الكثير من المهاجرين قدموا من بلدان ذات أغلبية إسلامية ولا بد لهم من المرور في
فترة من التأقلم أثناء تعلمهم طرق ومسالك المجتمع التعددي.
لقد ثبت أن عدد
السكان الأمريكيين المسلمين هو أمر يصعب تقديره لأن الإحصاء السكاني الرسمي في الولايات
المتحدة لا يقتفي أثر الارتباطات الدينية للمواطنين. لذلك فإن تقديرات عددهم
تتراوح بين مليونين وسبعة ملايين، ومع ذلك فإن الأمر الواضح أن عدد المواطنين
الأمريكيين المسلمين يتنامى بسرعة نتيجة الهجرة، ومعدل الولادات المرتفع بينهم،
وكذلك بسبب إقبال البعض على اعتناق الدين الإسلامي.
ووفقا لاستطلاع
للرأي أجراه مركز (بيو) للأبحاث في العام 2007، فإن 65 بالمائة من الأمريكيين
المسلمين هم مهاجرون من الجيل الأول، وإن 61 بالمائة من المولودين منهم في الخارج
قدموا إما في عقد التسعينات، أو في العقد الحالي. كما كشف الاستطلاع أن 77 بالمائة
من المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة هم مواطنون أمريكيون، وأن 65
بالمائة من هولاء باتوا الآن مواطنين مجنسين. وبالمقارنة فإن 58 بالمائة من
الأمريكيين الصينيين المولودين خارج الأراضي الأمريكية هم مواطنون أمريكيون مجنسون
الآن.
وفي دراسة كان
قد أجراها مركز حقوق الإنسان والعدالة العالمية التابع لكلية الحقوق في جامعة
نيويورك، فقد تبيّن أن العديد من المسلمين كانوا في عداد الـ 40.000 الذين انتظروا
أكثر من ثلاث سنوات قبل البت في طلبات تجنيسهم، وهي عملية لا ينبغي لها أن تستغرق
أكثر من مائة وثمانين يوما في العادة.
وقد تراوحت
تقديرات عدد الأمريكيين الأفارقة المسلمين بين خُمس إلى ثُلث المجموع العام
للأمريكيين المسلمين. أما المجموعات الإثنية الأساسية الأخرى من المسلمين
الأمريكيين فهم العرب والآسيويون الجنوبيون والهنود والباكستانيون والبنغلادشيون
والأفغان).
ومع أن معظم
الأمريكيين يقرنون الإسلام بالدرجة الأولى بالعرب، فإن ثلثي الأمريكيين العرب هم
مسيحيون، لكن معظم المهاجرين العرب إلى أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية كانوا
مسلمين. والمسلمون هم الشريحة الأسرع نموا بين الأمريكيين العرب. ويشكل المسلمون
المنحدرون من منطقة جنوب آسيا الشريحة الأسرع نموا في الجالية الأمريكية الإسلامية
ويبلغ عددها ربع عدد المسلمين الأمريكيين. ومن بين الأمريكيين المسلمين أيضا
الأتراك، والإيرانيون، والبوسنيون، والماليزيون، والإندونيسيون، والنيجيريون،
والصوماليون، والليبيريون، والكينيون، والبنغاليون، إلى جانب سواهم. وبالإضافة إلى
ذلك فإن ثمة شريحة متنامية من السكان البيض الأسبان الذين اعتنقوا الدين الإسلامي،
والعديد منهم من النسوة اللواتي تزوجن من مسلمين.
وبالرغم من أن
المسلمين يعيشون في كل أنحاء البلاد، فإن الكثيرين منهم قد استقروا في المناطق
المدينية الكبرى على امتداد الشاطئين كما في الوسط الغربي، وفي نيويورك، ولوس
أنجلوس، وشيكاغو، وديترويت وديربورن المجاورة لها تحديدا. أما الولايات العشر التي
تضم الغالبية الأكبر للأمريكيين المسلمين فهي: نيويورك، وإلينوي، ونيوجرزي،
وإنديانا، ومشيغان، وفرجينيا، وتكساس، وأوهايو، وماريلاند. كما أن هنالك جاليات
مستوطنة قرب جامعات الولايات التي تحتوي عادة على أعداد كبيرة من الطلبة والأساتذة
المسلمين المولودين في خارج البلاد.
وفي العام
2007، أظهر استطلاع مركز (بيو) أن الأمريكيين المسلمين يعكسون بوجه عام الصورة
العامة لمجمل السكان في الولايات المتحدة لناحية درجة التعليم ومستويات الدخل، مع
وجود فارق واحد هو أن المسلمين المهاجرين هم أكثر بحبوحة وأفضل تعليما من المسلمين
المولودين في الولايات المتحدة. كذلك فإن نسبة 24 بالمائة من جميع المسلمين و29
بالمائة من المهاجرين المسلمين يحملون درجات جامعية، وذلك مقارنة مع 25 بالمائة من
عموم السكان الأمريكيين. وإن 41 بالمائة من جميع المسلمين الأمريكيين، و45 بالمائة
من المهاجرين المسلمين يكسبون دخلا عائليا سنويا يعادل 50 ألف دولار أو أعلى، وذلك
مقارنة مع المعدل القومي البالغ 44 بالمائة. والمسلمون المهاجرون يتمثلون جيدا بين
أصحاب الدخول العالية، حيث إن 19 بالمائة منهم يحققون دخلا عائليا سنويا يزيد عن
100 ألف دولار (وذلك مقارنة بنسبة 16 بالمائة من مجمل المسلمين الأمريكيين، و17
بالمائة من مجمل السكان الأمريكيين). ومن الممكن أن يعود سبب ذلك إلى التركّز
الكبير للمسلمين في الحقول المتعلقة بالمهن الحرة، والإدارة، والتكنولوجيا، خاصة
في حقل تكنولوجيا المعلومات، والتعليم، والصحة، والقانون، وعالم الشركات. وثمة بعض
الأدلة على انحدار رواتب الرجال المسلمين والعرب منذ العام 2001، مع أن المعلومات
الأكثر حداثة تشير إلى أن هذا الاتجاه ربما يكون قد بدأ بالانحسار.
إن رحلة
الأمريكيين المسلمين فريدة من نوعها لأنها تشكل جزءا من تجربتين أمريكيتين
جوهريتين معا: تجربة الأمريكيين الأفارقة وتجربة المهاجرين. فالمسلمون المهاجرون
والمسلمون الأمريكيون الأفريقيون عملوا لتأسيس مكانة لهم بحيث يُسمعون أصواتهم في
السياسة وفي المجتمع، وكان هذا يحصل أحيانا سوية، ولكن في أكثر الأحيان كان كل
منهما يتصرف على حدة. فبينما هم يتشاركان في هوية واحدة كمسلمين، إلا أن ظروف كل
من الشريحتين العرقية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتاريخية، تختلف
بشكل واسع في العمل في اتجاه المشاركة السياسية الكاملة، وعلى المسلمين المهاجرين
تعلم الكثير من نجاحات المسلمين الأمريكيين الأفريقيين خاصة لناحية بناء القدرة
المؤسساتية، والتواصل الفعال مع سواهم من الأمريكيين([12]).
|
المستوى
التعليمي
|
المسلمون
|
عموم
الأمريكيين
|
|
دراسات
جامعية عليا
|
10 بالمائة
|
9 بالمائة
|
|
شهادات
جامعية
|
14 بالمائة
|
16 بالمائة
|
|
بعض
الدراسات الجامعية
|
23 بالمائة
|
29 بالمائة
|
|
شهادة
مدرسية ثانوية
|
32 بالمائة
|
30 بالمائة
|
|
من
دون شهادة مدرسية ثانوية
|
21 بالمائة
|
16 بالمائة
|
|
معدل
الدخل العائلي السنوي
|
المسلمون
|
عموم
الأمريكيين
|
||
|
100 ألف دولار
|
16 بالمائة
|
17 بالمائة
|
||
|
75 ألفا إلى
95 ألف دولار
|
10 بالمائة
|
11 بالمائة
|
||
|
50 ألفا إلى
74.999 ألف دولار
|
15 بالمائة
|
16 بالمائة
|
||
|
30 ألفا إلى
49.999 ألف دولار
|
24 بالمائة
|
23 بالمائة
|
||
|
أقل
من 30 ألف دولار
|
35 بالمائة
|
33 بالمائة
|
||
|
توزيع
الأعمار والجنس بين مسلمي الولايات المتحدة
|
||||
|
الفئة
العمرية
|
النسبة
المئوية
|
|||
|
من
عمر 18 إلى 29 سنة
|
29 بالمائة
|
|||
|
من
عمر 30 إلى 49 سنة
|
48 بالمائة
|
|||
|
من
عمر 50 إلى 64 سنة
|
18 بالمائة
|
|||
|
من
عمر 65 سنة وما فوق
|
5 بالمائة
|
|||
|
توزيع
الجنس
|
||||
|
ذكور
|
54 بالمائة
|
|||
|
إناث
|
46 بالمائة
|
|||
|
توزيع
المساجد في الولايات المتحدة على الجماعات الإثنية المختلفة
|
||||
|
الجنسية
|
النسبة
المئوية
|
|||
|
جنوب
آسيويون
|
28 بالمائة
|
|||
|
أمريكيون
أفارقة
|
27 بالمائة
|
|||
|
جنوب
آسيويون وعرب، متمازجة بالتساوي
|
16 بالمائة
|
|||
|
عرب
|
15 بالمائة
|
|||
|
كل
التمازجات الأخرى
|
14 بالمائة
|
|||
موقع IslamiCity.com، الذي أطلق على نفسه تسمية غلوبال مُسلم إي كوميونيتي (Global Muslim
eCommunity)، يهتم بإعداد
المعلومات عن المسلمين في الولايات المتحدة منذ عام 1995. بياناته المنشورة على
الإنترنت تتحدث عن وجود 2.300 مسجد ومدرسة ومنظمة إسلامية في الولايات الخمسين،
وهي مدرجة أدناه حيث يوجد بعد اسم كل ولاية عدد المساجد بحسب البيانات الموجودة في
قاعدة بيانات IslamiCity.com وذلك بتاريخ شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2008، الإحصاءات
المتعلقة بواشنطن العاصمة مأخوذة من المركز الإسلامي في واشنطن العاصمة. أما مجموع
هذه الجوامع فهو 1.018.
|
توزيع
المساجد في الولايات المتحدة
|
|
|
الولاية
|
عدد
المساجد
|
|
ألاباما
|
20
|
|
ألاسكا
|
صفر
|
|
آريزونا
|
10
|
|
آركانسا
|
1
|
|
كاليفورنيا
|
198
|
|
كولورادو
|
8
|
|
كونتيكيت
|
17
|
|
ديلاوير
|
2
|
|
واشنطن
العاصمة
|
8
|
|
فلوريدا
|
42
|
|
جورجيا
|
40
|
|
هاواي
|
1
|
|
آيداهو
|
3
|
|
إيلينوي
|
43
|
|
إنديانا
|
14
|
|
آيوا
|
5
|
|
كانزاس
|
2
|
|
كنتاكي
|
9
|
|
لويزيانا
|
17
|
|
ماين
|
1
|
|
ماريلاند
|
18
|
|
ماساتشوستس
|
13
|
|
ميتشيغان
|
55
|
|
مينيسوتا
|
3
|
|
مسيسيبي
|
9
|
|
ميزوري
|
7
|
|
مونتانا
|
2
|
|
نبراسكا
|
1
|
|
نيفادا
|
3
|
|
نيوهامشير
|
3
|
|
نيوجيرزي
|
56
|
|
نيو
مكسيكو
|
7
|
|
نيويورك
|
131
|
|
نورث
كارولينا
|
20
|
|
نورث
داكوتا
|
4
|
|
أوهايو
|
41
|
|
أوكلاهوما
|
8
|
|
أوريغون
|
10
|
|
بنسلفانيا
|
43
|
|
رود
آيلاند
|
2
|
|
ساوث
كارولينا
|
12
|
|
ساوث
داكوتا
|
2
|
|
تينيسي
|
10
|
|
تكساس
|
58
|
|
يوتا
|
5
|
|
فيرمونت
|
صفر
|
|
فيرجينيا
|
27
|
|
ولاية
واشنطن
|
10
|
|
ويست
فيرجينيا
|
3
|
|
ويسكونسن
|
13
|
|
وايومينغ
|
1
|
المبحث الثالث: النظام التعليمي في الولايات المتحدة
الأمريكية
يحتل نظام التعليم الأمريكي مرتبة
متقدمه بين الدول من حيث المرونة الإدارية و التعليمية على حد سواء . و يجد
المراقب لهذا النظام انه في الواقع عشرات الألوف من الأنظمة و ليس نظام واحد . و
كل واحدٍ من هذه الأنظمه لها خصوصية التي ربما تختلف اختلافاً كلياً عن الآخر .
نظــام التعليم في أمريكا نظام" لا
مركزي" ، ولهذا السبب فان القوانين التي تحكم هيكل ومضمون برامج التعليم
تتنوع بدرجة كبيرة ما بين ولاية وأخرى ، ومع ذلك تبدو هذه البرامج متشابهة بشكل
ملحوظ بسبب العوامل المشتركة بين هذه الولايات كالحاجات الاجتماعية والاقتصادية
والتنقل المتكرر للطلاب والمعلمين من ولاية إلى أخرى ومن ثم فإنا لتجريب والتنوع
في كل ولاية لا يعوق دون ظهور شكل عام للنظام التعليمي في أمريكا
والتعليم العام إجباري في الولايات المتحدة الأمريكية ومجاني في كافة المدارس الحكومية ويبدأ عادة من سن السادسة أو السابعة وحتى سن السادسة عشر وإلى أن يستكمل الطالب دراسة المرحلة الثانوية التي تنتهي في الصف الثاني عشر أما بالنسبة للمدارس الخاصة فيسمح لها بالعمل وفق تراخيص خاصة وقواعد تتبع لاعتماد هذه المدارس من قبل الولاية التابعة لها .
ويتـــم التدريس في معظم صفوف الدراسة باللغة الإنجليزية ، إلا في المدارس التي يوجد فيها كثافـة عالية من الطلاب الذين لا تكون لغتهم الأولى هي اللغة الإنجليزية وفي هذه الحالة يتم تدريس المناهج بلغة غير اللغة الإنجليزية مع تكثيف تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها إلى أن يصبح الطالب مؤهلا للدراسة في الفصول العادية التي تقوم بتدريس مناهجها باللغة الإنجليزية .
والتعليم العام إجباري في الولايات المتحدة الأمريكية ومجاني في كافة المدارس الحكومية ويبدأ عادة من سن السادسة أو السابعة وحتى سن السادسة عشر وإلى أن يستكمل الطالب دراسة المرحلة الثانوية التي تنتهي في الصف الثاني عشر أما بالنسبة للمدارس الخاصة فيسمح لها بالعمل وفق تراخيص خاصة وقواعد تتبع لاعتماد هذه المدارس من قبل الولاية التابعة لها .
ويتـــم التدريس في معظم صفوف الدراسة باللغة الإنجليزية ، إلا في المدارس التي يوجد فيها كثافـة عالية من الطلاب الذين لا تكون لغتهم الأولى هي اللغة الإنجليزية وفي هذه الحالة يتم تدريس المناهج بلغة غير اللغة الإنجليزية مع تكثيف تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها إلى أن يصبح الطالب مؤهلا للدراسة في الفصول العادية التي تقوم بتدريس مناهجها باللغة الإنجليزية .
الدراسة في أمريكا:
يتميز نظام التعليم في الولايات المتحدة
الأمريكية بتعدد الخيارات الدراسية المتاحة للطالب لأن ينخرط بها بما يتناسب أولاً
مع رغباته و ميوله الشخصية، و ثانياً مع متطلبات سوق العمل بحيث يتم إيجاد خيارات
دراسية متعددة للطلاب في الولايات المتحدة الأمريكية بما ينسجم مع تلبية واقع و
متغيرات سوق العمل و الحقول الجديدة التي تطرأ عليها ضمن الولايات المتحدة
الأمريكية وعلى الصعيد العالمي وتتبنى الأكاديمية الأمريكية للعلوم و التكنولوجيا
خيار التعليم الاحترافي الذي أصبح من أكثر الخيارات الدراسية السائدة في أمريكا
والتي تهدف إلى تقديم المعارف العلمية و العملية المطلوبة إلى سوق العمل في أمريكا
وخارجها ، ضمن نخبة من برامج الدبلوم الاحترافي المميزة التي تقدمها الأكاديمية الأمريكية
للعلوم و التكنولوجيا بطريقة معاصرة ومعاصرة ومحببة لجميع طلابها من مختلف دول
العالم .وقد تكون تخصصات الدبلوم الاحترافي التي تدرسها الأكاديمية الأمريكية
للعلوم والتكنولوجيا من قبيل التجارة الدولية ، التسويق ، إدارة الأعمال ، الإعلان
، إدارة المشاريع ، التنمية البشرية ، الإدارة المالية وغيرها من الاختصاصات
المتميزة ، هي الأكثر رواجا قي حقل التعليم الاحترافي في أمريكا ، والتي تقوم
الأكاديمية الأمريكية للعلوم و التكنولوجيا بتقديمها إلى طلابها في أمريكا و جميع
دول العالم بطريقة التعليم عن بعد وفق أرقى المعايير العلمية المعمول بها في
الولايات المتحدة الأمريكية و باعتماد كامل و إشراف مستمر من قسم حفظ النوعية و
جودة التعليم في الجمعية الأمريكية للتعليم .
التعليم الاحترافي في أمريكا:
التعليم الاحترافي في أمريكا:
يمثل التعليم الاحترافي ( Professional Education ) النموذج الأكثر رواجاً في
حقل التعليم و التدريب في الولايات المتحدة الأمريكية، و هو يقوم أساساً على
المبدأ التالي: إن التعليم يهدف في المقام الأول إلى تحسين إمكانيات الإنتاج في
سوق العمل، و بالتالي يجب أن يكون هناك تطابق بين احتياجات سوق العمل و نموذج
التعليم الذي يساهم في إعداد قوى العمل بناءً على تمثل وفهم تلك الاحتياجات بشكل
مدقق ، و يأتي التدريب الاحترافي هنا بكونه نموذجاً من التعليم يبحث في المقام
الأول عن تلبية احتياجات سوق العمل و عن المهارات النظرية و العملية المطلوبة
للقيام بواجبات العمل و التميز فيه و بما ينسجم مع الواقع الحقيقي للعمل .و كان
للقفزة الهائلة في مجال التكنولوجيا و تطبيقاتها الأثر الكبير في تفعيل الاهتمام
بموضوع التعليم الاحترافي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم خلق مئات الآلاف
من فرص العمل الجديدة في حقول جديدة تحتاج إلى خلق كوادر مؤهلة تأهيلاً جديداً
للعمل في تلك الحقول العملية التي لم تكن موجودة سابقاً ، و مثال على ذلك هو حيز و
إدارة أسواق المال و البورصات و التجارة الالكترونية والتسويق العالمي . وغيرها ،و تسعى
الأكاديمية الأمريكية للعلوم و التكنولوجيا إلى الاحتفاظ دائماً بالسوية العلمية
الراقية للمادة العلمية التي تقدمها على حد سواء لطلابها داخل الولايات المتحدة
الأمريكية و خارجها ، بالتوازي مع البحث المستمر لتقديم أفضل المعارف العلمية و
الخبرات العملية لتمكن المتخرج من الأكاديمية الأمريكية للعلوم و التكنولوجيا من
القيام بعمله الوظيفي بالشكل الأميز و الأكثر إبداعاً مما يضمن له التفوق الدائم و
شغل أفضل المواقع المهنية و الوظيفية التي يستحقها .
هيكلية التعليم في الولايات المتحدة:
يبدو النظام التعليمي في الولايات
المتحدة للمرء من دولة أخرى على أنه كبير ومتنوع وحتى فوضوي إلى درجة يُمكن فهمها.
مع ذلك، وضمن هذا الوضع المعقّد، فإن نظام التعليم الأميركي يعكس تاريخ وثقافة
وحجم البلاد التي تتغير دوماً بذاتها. ومن وجهة نظر عامة، يمكن وصف النظام
التعليمي بحجمه الكبير، وهيكليته التنظيمية، ولامركزيته اللافتة، وتنوعه المتزايد.
من ناحية الحجم المدارس في الولايات المتحدة، العامة منها والخاصة، الابتدائية والثانوية، جامعات الولايات والكليات الخاصة، يمكن رؤيتها في جميع أنحاء البلاد حيث تستمر الولايات المتحدة في إدارة أحد أكبر أنظمة التعليم الشامل في العالم. واستناداً إلى المركز القومي لإحصائيات التعليم كان هناك ما يزيد عن 75 مليون طفل وراشد مسجلين في المدارس والجامعات الأميركية في السنة الأكاديمية 2005-2006، كما كان يعمل 6.8 مليون غيرهم كمعلمين، يعلّمون بدءاً من رياض الأطفال ووصولاً إلى الجامعات.
بالإضافة إلى ذلك هناك ما يزيد عن مليون طفل في عمر الحضانة ممن ينتمون إلى عائلات من ذوي الدخل المنخفض، وتتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات، ممن هم منضمون إلى برامج "الانطلاق المبكر" (هيد ستارت) في المدارس، المصممة لتوفير التعليم المبكر، التنمية الاجتماعية، وبرامج التغذية لضمان جهوزية هؤلاء الأطفال عندما يصلون إلى عمر خمس أو ست سنوات.تطوّر التسجيل في المدارس العامة لا سيما خلال جيل طفرة المواليد في الولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (يُعرّف هؤلاء عادةً بالمولودين بين عام 1946 وعام 1964). بعد هبوط التسجيل في المدارس خلال الثمانينات من القرن الماضي عاد التسجيل وارتفع بقوة، وغالباً نتيجة لزيادة عدد السكان الأميركيين اللاتينيين، وذلك استناداً إلى آخر تقارير المكتب الأميركي لإحصاءات السكان.يشمل النظام التعليمي في الولايات المتحدة اليوم حوالي 96 ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وأكثر من 4200 مؤسسة للتعليم العالي تتراوح بين الكليات الأهلية الصغيرة، التي تدوم فترة الدراسة فيها سنتين، إلى الجامعات الضخمة التابعة للولايات التي تشمل برامجها نيل شهادة البكالوريوس وشهادات الدراسات الجامعية العليا لما يزيد عن 30 ألف طالب سنوياً في كل منها تقريبا.يبلغ إجمالي نفقات البلاد في قطاع التعليم حوالي 878 بليون دولار سنوياً.
تنظيم الدراسة من الروضة حتى الثانوية:
من ناحية الحجم المدارس في الولايات المتحدة، العامة منها والخاصة، الابتدائية والثانوية، جامعات الولايات والكليات الخاصة، يمكن رؤيتها في جميع أنحاء البلاد حيث تستمر الولايات المتحدة في إدارة أحد أكبر أنظمة التعليم الشامل في العالم. واستناداً إلى المركز القومي لإحصائيات التعليم كان هناك ما يزيد عن 75 مليون طفل وراشد مسجلين في المدارس والجامعات الأميركية في السنة الأكاديمية 2005-2006، كما كان يعمل 6.8 مليون غيرهم كمعلمين، يعلّمون بدءاً من رياض الأطفال ووصولاً إلى الجامعات.
بالإضافة إلى ذلك هناك ما يزيد عن مليون طفل في عمر الحضانة ممن ينتمون إلى عائلات من ذوي الدخل المنخفض، وتتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات، ممن هم منضمون إلى برامج "الانطلاق المبكر" (هيد ستارت) في المدارس، المصممة لتوفير التعليم المبكر، التنمية الاجتماعية، وبرامج التغذية لضمان جهوزية هؤلاء الأطفال عندما يصلون إلى عمر خمس أو ست سنوات.تطوّر التسجيل في المدارس العامة لا سيما خلال جيل طفرة المواليد في الولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (يُعرّف هؤلاء عادةً بالمولودين بين عام 1946 وعام 1964). بعد هبوط التسجيل في المدارس خلال الثمانينات من القرن الماضي عاد التسجيل وارتفع بقوة، وغالباً نتيجة لزيادة عدد السكان الأميركيين اللاتينيين، وذلك استناداً إلى آخر تقارير المكتب الأميركي لإحصاءات السكان.يشمل النظام التعليمي في الولايات المتحدة اليوم حوالي 96 ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وأكثر من 4200 مؤسسة للتعليم العالي تتراوح بين الكليات الأهلية الصغيرة، التي تدوم فترة الدراسة فيها سنتين، إلى الجامعات الضخمة التابعة للولايات التي تشمل برامجها نيل شهادة البكالوريوس وشهادات الدراسات الجامعية العليا لما يزيد عن 30 ألف طالب سنوياً في كل منها تقريبا.يبلغ إجمالي نفقات البلاد في قطاع التعليم حوالي 878 بليون دولار سنوياً.
تنظيم الدراسة من الروضة حتى الثانوية:
حضور المدارس إلزامي للطلاب حتى سن 16
في معظم الولايات. يبدأ الأطفال بوجه عام تعليمهم في روضة الأطفال (K) في سن الخامسة ويستمرون حتى المدرسة
الثانوية (الصف 12). بصورة نموذجية، تُشكِّل سنوات الدراسة الابتدائية روضة
الأطفال حتى الصف الخامس أو السادس، وتصل في بعض المدارس إلى الصف الثامن. أما المدارس الثانوية، التي تعرف في
الولايات المتحدة باسم "هاي سكول"، فإنها تشمل بوجه
عام الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر.
قبل خمسين سنة كان طلاب المدارس
الابتدائية ينتقلون فوراً إلى المدارس الثانوية أو يحضرون مدارس إعدادية للصف
السابع أو الثامن أو للصف السابع والثامن والتاسع. خلال السنوات الثلاثين الماضية
تمّ إلى حدٍ كبيرة استبدال المدارس الإعدادية الثانوية (الإعدادية) بالمدارس
المتوسطة المصممة للصفوف التي تبدأ من الصف السادس حتى الثامن، أو هي نفسها تقريبا
الصفوف في المدارس الإعدادية الثانوية. تقول التقديرات إن 20 مليون شاب تتراوح
أعمارهم بين 10 و15 سنة ملتحقون بالمدارس المتوسطة في اليوم الحاضر.
وصف مدير مدرسة في منيسوتا يدعى مارك زيبارت الفرق بين المقاربتين "برنامج مدرسة الإعدادية الثانوية صُمم لعكس صورة برنامج مدرسة ثانوية تقليدية لطلاب في سن أصغر. كانت هذه المدرسة تتبع منهاجاً دراسياً مماثلاً للمنهج الدراسي المؤدي إلى المدرسة الثانوية وتمّ تنظيم الصفوف حسب المواضيع الدراسية. وصممت المدارس المتوسطة لتزويد منتدى ليُلبي الحاجات الخاصة للمراهقين."تتميز المدارس المتوسطة بالتعليم على أساس الفريق الواحد مع برمجة مجموعات دراسية مرنة بدلاً من صفوف تدوم لمدة 45 أو 50 دقيقة. تضع هذه المدارس أيضاً التشديد على المجموعات الصغيرة، وعلى مقاربة المواضيع المتعددة العاكسة لموضوع الدراسة، وعلى مشاريع خاصة يمكن ان تشرك أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة الذين تقول الجمعية القومية للمدارس المتوسطة إنهم "يتعرضون لأسرع التغييرات الفكرية والتنموية في حياتهم."
وصف مدير مدرسة في منيسوتا يدعى مارك زيبارت الفرق بين المقاربتين "برنامج مدرسة الإعدادية الثانوية صُمم لعكس صورة برنامج مدرسة ثانوية تقليدية لطلاب في سن أصغر. كانت هذه المدرسة تتبع منهاجاً دراسياً مماثلاً للمنهج الدراسي المؤدي إلى المدرسة الثانوية وتمّ تنظيم الصفوف حسب المواضيع الدراسية. وصممت المدارس المتوسطة لتزويد منتدى ليُلبي الحاجات الخاصة للمراهقين."تتميز المدارس المتوسطة بالتعليم على أساس الفريق الواحد مع برمجة مجموعات دراسية مرنة بدلاً من صفوف تدوم لمدة 45 أو 50 دقيقة. تضع هذه المدارس أيضاً التشديد على المجموعات الصغيرة، وعلى مقاربة المواضيع المتعددة العاكسة لموضوع الدراسة، وعلى مشاريع خاصة يمكن ان تشرك أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة الذين تقول الجمعية القومية للمدارس المتوسطة إنهم "يتعرضون لأسرع التغييرات الفكرية والتنموية في حياتهم."
المدرسة الثانوية المعاصرة الكبيرة التي
تقدم برنامجاً واسعاً من المقررات التعليمية الأكاديمية والاختبارية إلى طلاب في
سن 14-18 سنة أصبحت عنصراً ثابتاً في التعليم الأميركي بحلول منتصف القرن العشرين.
بإمكان طلاب المدارس الثانوية أيضاً الاختيار بين مجموعة من النوادي، والنشاطات،
والألعاب الرياضية، وترتيبات خاصة من العمل والدراسة، وغير ذلك من النشاطات خارج
المنهاج الدراسي. وفقاً لدرجاتهم ونتائج اختباراتهم يستطيع الطلاب ان يأخذوا
مقررات تعليمية أكاديمية متقدمة أو حصصاً دراسية عامة أكبر أو حتى مهنية.
اندمجت المدارس الثانوية خلال معظم سنوات القرن العشرين في وحدات أكبر لتقديم خيارات أوسع من المقررات إلى أعداد أكثر من الطلاب. اختفت تقريباً المدرسة الأهلية الريفية وحلّت محلها مدارس ثانوية على مستوى المقاطعة. ولم يكن من غير المألوف في المدن أن تضم أحرام المدارس الكبيرة حتى 5 آلاف طالب، وتقدم مقررات تعليمية موجهة نحو الدخول إلى الجامعة أو مقررات مهنية يمكن أن تُعجب كل فرد تقريباً.
وفي وقت أحدث أدت الاهتمامات بمعيار التعليم في مثل هذه المدارس الكبيرة إلى ظهور دعوة لإنشاء مدارس أصغر حجماً تكون فيها نسبة الطلاب إلى المعلمين أقل.المدرسة الثانوية الأميركية المعاصرة أخذت حيزاً كبيراً لمدة طويلة في الثقافة العامة.
المدارس الخاصة تزدهر المدارس الخاصة في الولايات المتحدة، حيث تُدير العديد من هذه المدارس كنائس ومنظمات دينية أخرى. من بين 55.8 مليون طالب الذين يقدّر انهم تسجلوا في مدارس ابتدائية وثانوية خلال السنة الأكاديمية 2007-2008، كان حوالي 6 ملايين منهم، او نسبة 11 بالمئة، مسجلين في مدارس خاصة. يتابع اكثر من نصف عدد الطلاب في المدارس الخاصة في البلاد دراستهم في مدارس كاثوليكية، وهو أقدم نظام مدارس خاصة في البلاد. تعكس المدارس الخاصة الأخرى التنوع الديني لأميركا، وتشمل تقريباً جميع لطوائف البروتستانتية، والكويكرز، والإسلامية، واليهودية، والأرثوذكسية.
لكن أقدم المدارس الخاصة في البلاد هي مدارس داخلية للنخبة تأسست في القرن الثامن عشر التي لديها سجل يظهر تعليمها العديد من قادة الفكر والقادة السياسيين في البلاد.
استناداً إلى أرقام الإحصاء الرسمي للسكان، يتلقى 1.1 مليون طالب آخر تعليمهم على يد أهلهم في المنزل، وفقاً إرشادات توجيهية تحددها كل ولاية من الولايات الخمسين.
السيطرة المحلية ربما كانت اللامركزية هي السمة الأجدر بالملاحظة في نظام التعليم في الولايات المتحدة. المدارس في الولايات المتحدة كانت وتبقى بدرجة ساحقة مسؤولية الولايات كما مسؤولية السلطات المحلية داخل كل ولاية. بعكس معظم الدول الأخرى، لا تدير الولايات المتحدة نظاماً تعليمياً قومياً، مع استثناءات قليلة ولا سيما في الأكاديميات العسكرية ومدارس الأميركيين الأصليين في البلاد. كما لا تُصادق الحكومة الفدرالية على منهاج دراسي قومي أو تديره.
اندمجت المدارس الثانوية خلال معظم سنوات القرن العشرين في وحدات أكبر لتقديم خيارات أوسع من المقررات إلى أعداد أكثر من الطلاب. اختفت تقريباً المدرسة الأهلية الريفية وحلّت محلها مدارس ثانوية على مستوى المقاطعة. ولم يكن من غير المألوف في المدن أن تضم أحرام المدارس الكبيرة حتى 5 آلاف طالب، وتقدم مقررات تعليمية موجهة نحو الدخول إلى الجامعة أو مقررات مهنية يمكن أن تُعجب كل فرد تقريباً.
وفي وقت أحدث أدت الاهتمامات بمعيار التعليم في مثل هذه المدارس الكبيرة إلى ظهور دعوة لإنشاء مدارس أصغر حجماً تكون فيها نسبة الطلاب إلى المعلمين أقل.المدرسة الثانوية الأميركية المعاصرة أخذت حيزاً كبيراً لمدة طويلة في الثقافة العامة.
المدارس الخاصة تزدهر المدارس الخاصة في الولايات المتحدة، حيث تُدير العديد من هذه المدارس كنائس ومنظمات دينية أخرى. من بين 55.8 مليون طالب الذين يقدّر انهم تسجلوا في مدارس ابتدائية وثانوية خلال السنة الأكاديمية 2007-2008، كان حوالي 6 ملايين منهم، او نسبة 11 بالمئة، مسجلين في مدارس خاصة. يتابع اكثر من نصف عدد الطلاب في المدارس الخاصة في البلاد دراستهم في مدارس كاثوليكية، وهو أقدم نظام مدارس خاصة في البلاد. تعكس المدارس الخاصة الأخرى التنوع الديني لأميركا، وتشمل تقريباً جميع لطوائف البروتستانتية، والكويكرز، والإسلامية، واليهودية، والأرثوذكسية.
لكن أقدم المدارس الخاصة في البلاد هي مدارس داخلية للنخبة تأسست في القرن الثامن عشر التي لديها سجل يظهر تعليمها العديد من قادة الفكر والقادة السياسيين في البلاد.
استناداً إلى أرقام الإحصاء الرسمي للسكان، يتلقى 1.1 مليون طالب آخر تعليمهم على يد أهلهم في المنزل، وفقاً إرشادات توجيهية تحددها كل ولاية من الولايات الخمسين.
السيطرة المحلية ربما كانت اللامركزية هي السمة الأجدر بالملاحظة في نظام التعليم في الولايات المتحدة. المدارس في الولايات المتحدة كانت وتبقى بدرجة ساحقة مسؤولية الولايات كما مسؤولية السلطات المحلية داخل كل ولاية. بعكس معظم الدول الأخرى، لا تدير الولايات المتحدة نظاماً تعليمياً قومياً، مع استثناءات قليلة ولا سيما في الأكاديميات العسكرية ومدارس الأميركيين الأصليين في البلاد. كما لا تُصادق الحكومة الفدرالية على منهاج دراسي قومي أو تديره.
التعليم العام يُشكِّل أكبر بند إنفاق
في موازنة كل مدينة ومقاطعة أميركية والتي تحصل على معظم تمويلها من الضرائب
المحلية المفروضة على الأملاك. تدير
لجان تعليم محلية، يكون معظم أعضائها منتخبين، المناطق المدرسية التي يبلغ عددها
حوالي 15.500 في البلاد، وهي تتراوح بين مدارس ريفية صغيرة في ولايات مثل كانزاس
ونبراسكا إلى نظام منطقة مدينة نيويورك الذي يتعلم فيه ما يزيد عن مليون طفل
سنوياً.
مجالس التعليم في الولايات، بالترافق مع
مراقب أو مفوض من الولاية، تشرف على المناطق المدرسية المحلية، وتضع المعايير
للطلاب والمعلمين، وتُصادق على المناهج الدراسية، وكثيراً ما تراجع اختيارات الكتب
المدرسية. لكن السلطة الرئيسية للولاية أصبحت مالية بصورة متزايدة: معظم الولايات
تقدم الآن مساعدات ذات شأن إلى المدارس لدعم الواردات الضريبية المحلية.
كانت إحدى نتائج السيطرة المحلية وتمويل
المدارس العامة بروز اختلافات بين المناطق المدرسية الثرية والفقيرة. في السنوات
الأخيرة وتحت ضغط من محاكم الولايات ومجموعات المناصرة الشعبية، اتخذت ولايات
عديدة خطوات لتأمين تمويل مُنصف لمناطق المدارس بغض النظر عن مستويات الدخل.
تقدم الحكومة الفدرالية الأبحاث والدعم
لضمان الوصول المتساوي والامتياز في التعليم، بالترافق مع تمويل برامج إقراض
للطلاب وتقديم مساعدة للطلاب من ذوي الدخل المنخفض. مع ذلك، تبقى مسؤولية التعليم
بصورة أولية مشروعاً عائداً للولاية أو مشروعاً محلياً. استناداً إلى وزارة
التعليم الأميركية، تتوفر نسبة 90 بالمئة تقريباً من النفقات السنوية لكافة
مستويات التعليم من مصادر الولاية، المحلية منها والخاصة.
التنوع شهدت المدارس في الولايات المتحدة موجات من الهجرة خلال تاريخها واليوم أصبحت المدارس الأميركية متنوعة اثنياً أكثر من أي وقت مضى، مثلها مثل المجتمع الأوسع الذي تخدمه. في أوائل القرن العشرين، فاضت المدارس العامة في الشمال الشرقي والوسط الغربي بأطفال عائلات المهاجرين، الذين قدم معظمهم من جنوب وشرق أوروبا. يستمر اليوم المهاجرون الجدد في تغيير التكوين ألاثني للمجموعات الطلابية، رغم إن الأعداد الأكبر من الطلاب تأتي من أميركا اللاتينية وآسيا.
التنوع شهدت المدارس في الولايات المتحدة موجات من الهجرة خلال تاريخها واليوم أصبحت المدارس الأميركية متنوعة اثنياً أكثر من أي وقت مضى، مثلها مثل المجتمع الأوسع الذي تخدمه. في أوائل القرن العشرين، فاضت المدارس العامة في الشمال الشرقي والوسط الغربي بأطفال عائلات المهاجرين، الذين قدم معظمهم من جنوب وشرق أوروبا. يستمر اليوم المهاجرون الجدد في تغيير التكوين ألاثني للمجموعات الطلابية، رغم إن الأعداد الأكبر من الطلاب تأتي من أميركا اللاتينية وآسيا.
يُشكِّل الأفريقيون الأميركيون نسبة 17
بالمئة من مجموعة طلاب الروضة حتى الثانوية لكن بدأ الأميركيون اللاتينيون يشكلون
أكبر مجموعة أقلية واحدة في المدارس العامة. ليس من غير الشائع، وعلى وجه الخصوص
على امتداد الساحلين الشرقي والغربي، إيجاد مدارس يتكلم فيها الطلاب الذين ولد
أهلهم في الخارج بأكثر من عشر لغات مختلفة، بدءاً بالعربية ووصولاً إلى الفيتنامية،
وكانت النتيجة بقاء تعليم اللغة الإنجليزية لغة ثانية إحدى المسؤوليات الأكثر
أهمية لنظام التعليم.
رغم سمتي اللامركزية والتنوّع تبقى
المدارس العامة بدرجة لافتة متماسكة فيما يخص الأساليب المُتبعة في إدارتها. لا شك
أن الطالب الذي ينتقل من مدرسة في كاليفورنيا إلى أخرى في بنسلفانيا أو جورجيا سوف
يجد اختلافات، ولكن مزيج المواضيع الأكاديمية سوف يكون مألوفاً لديه إلى حد كبير،
مع ان الحكومة الفدرالية في الواقع لا تفرض منهاجاً دراسياً قومياً.
([14])
المبحث الرابع: واقع التعليم للأقلية المسلمة في أمريكا
تتنوع
مصادر التعليم ومدارسة التي تنشئها المؤسسات والهيئات الإسلامية وتشرف عليها سواء
من داخل الولايات المتحدة الأمريكية و من خارجها ومن هذه المراكز والهيئات ما يلي:
المؤسسات التعليمية الإسلامية:
تشمل المساجد، والمدارس، والمراكز والجمعيات الإسلامية،
وسائر الهيئات المحلية والإقليمية.
أولا:المساجد:
تنتشر المساجد وأماكن الصلاة في معظم أنحاء الولايات
المتحدة، ويتراوح عددها بين 350 – 400 مسجد ومصلى في سنة 1402هـ - 1983م، وبني أول
مسجد في الولايات المتحدة في سنة 1333هـ - 1915م في ميتشجان، وتم تشكيل أول جمعية
إسلامية بها في سنة 1334هـ - 1915م، وأطلق عليها جمعية البدر المنير في مدينة
مينشجان، رأس الجمعية السيد حسين بوديب محمد، واشترك في الجمعية المهاجرون
السوريون واللبنانيون، واشترت الجمعية قطعة أرض جوار مركز شرطة المدينة، وبني
عليها أول مسجد بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي إحصائية صدرت مؤخرًا: وصل عدد المساجد
والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة إلى 650 مسجدًا ومركزًا إسلاميًا.
وتنقسم المساجد وأماكن الصلاة إلى ثلاثة أنماط:
النمط الأول:
يضم المساجد التي بنيت على الطراز الإسلامي، ويوجد في
الولايات المتحدة أكثر من (15) مسجدًا مبنيًا على الطراز الإسلامي، ومنها ثلاثة
مساجد في مدينة ديترويت وضواحيها، ومسجد في مدينة جاري في ولاية أدنيانا، وآخر في
مدينة سدار رابيز في ولاية أيوا، ومسجد في توليدو بولاية أوهايو، ومسجد في العاصمة
الأمريكية واشنطن، وآخر في مدينة بوسطن، ومسجد في مدينة لوس أنجلوس في ولاية
كاليفورنيا، ومسجد في مدينة نيويورك، وهناك عدة مساجد أخرى من هذا الطراز وشيكة
الانتهاء، مثل مسجد كوينزي بولاية ماساتشوستس، ومسجد مدينة ألودبرج بولاية نيوجرسي
ومسجد مدينة أطلانتا.
الطراز الثاني من المساجد:
عبارة عن أماكن مخصصة للصلاة تتبع المراكز الإسلامية،
وأقيمت بجهود ذاتية وعادة تكون الأماكن المخصصة للصلاة في هذه المراكز على شكل غرف
من نفس مبنى المركز الإسلامي. وهي مصليات مؤقتة حتى يتمكن أبناء الجالية المسلمة
من بناء مسجد مستقل لأداء الصلاة، والمساجد من هذا النمط عديدة ومنتشرة في معظم
مدن الولايات المتحدة التي يتجمع بها أفراد الجالية المسلمة، ولجماعة البلاليين
حوالي (200) مسجد من هذا الطراز في مدن الولايات المتحدة.
الطراز الثالث:
عبارة عن أماكن مخصصة لصلاة المسلمين بالجامعات
الأمريكية، ويشرف على هذه الأماكن اتحاد منظمة الطلاب المسلمين بالولايات المتحدة،
ولهذه المنظمة (91) فرعًا بالولايات المتحدة وكندا.
المركز الإسلامي بواشنطن العاصمة:
وضع حجر الأساس لمبنى المسجد والمركز الإسلامي في واشنطن
سنة 1369هـ - 1949م، وبني المسجد والمركز على طراز حديث، وتكاليف بناء هذا المركز
حوالي مليون دولار أمريكي، ساهمت فيه معظم الحكومات الإسلامية، وافتتحه الرئيس
إيزنهاور في سنة 1377هـ - 1957م، ولوجود هذا المركز في العاصمة الأمريكية أهمية
خاصة، ويشرف عليه مجلس يضم سفراء الدول الإسلامية، ويعتبر مسجد واشنطن معلمًا من
معالم هذه المدينة، وللمركز الإسلامي بواشنطن نشاط إسلامي واضح في أمريكا
الشمالية.
المركز الإسلامي في نيويورك:
يوجد المركز الإسلامي في بناء مؤلف من خمسة طوابق، وبه
جامع وقاعة للمحاضرات، ومكتبة، ومدرسة، وتشرف عليه مجموعة بعثات الدول الإسلامية
لدى الأمم المتحدة، وميزانيته من المنح والهبات التي تقدمها الدول الإسلامية،
ونشاطه يشمل خدمة المسلمين في نيويورك وضواحيها، وإقامة الشعائر الدينية
والاحتفالات الإسلامية، ويقدم بعض الكتب الإسلامية، وملحق به مدرسة لتعليم أبناء
المسلمين، كما يقوم مركز نيويورك الإسلامي بتوطيد الصلات بين المسلمين وغيرهم من
المجتمعات الأخرى.
مشروع المركز الإسلامي بنيويورك:
بدأت فكرة إقامة مركز إسلامي جديد بمدينة نيويورك في
أوائل الستينيات من القرن العشرين، ويعتبر أكبر المشروعات الإسلامية بالولايات
المتحدة، حتى يليق بمكانة الدعوة الإسلامية، ويجسد الحضارة الإسلامية فنيًا،
وبادرت حكومات ثلاث دول عربية في سنة 1386هـ - 1966م بتقديم الأموال اللازمة
للمشروع، وهي حكومة المملكة العربية السعودية، والكويت، وليبيا، فقدمت المال
اللازم لشراء الأرض، وطلب من كل الدول الإسلامية المشاركة في هذا المشروع.
موقع المشروع:
في قلب حي مانهاتن بنيويورك، وفي الشارع الثالث، ويمتد
بين شارعي 96، 97 في الجانب الشرقي من المدينة.
المساحة: 45 ألف قدم مربع.
هيكل المشروع: يضم مسجدًا كبيرًا للصلاة يسع أكثر من ألف
مصل، ويشمل الطابق الأرضي مكتبة، وقاعة كبيرة، ومنزل الإمام، وموقفًا للسيارات
ومئذنة المسجد يصل ارتفاعها إلى (190) قدمًا.
الهيئة المشرفة على المشروع:
تتكون من مجلس أمناء من سفراء الدول الإسلامية في هيئة
الأمم المتحدة، وترأسه فترة معالي الأستاذ عبد الله بشارة مندوب الكويت سابقًا،
والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي فيما بعد، وبذل مجهودات في الإجراءات
الثانوية المتعلقة بالأرض. ووضع التصميمات الهندسية، كذلك قام باتصالات متكررة
بالدول الإسلامية من أجل هذا المشروع، ورأس مجلس أمناء المشروع الأستاذ جاسم يوسف
جمال، مندوب قطر، وبادر منذ تقلده المنصب في الاتصال بالدول الخليجية لشرح أبعاد
المشروع وما وصل إليه، والحاجة إلى توفير رأس المال المطلوب، وبلغت تكاليف المشروع
15.5 مليون دولار.
مشروع المركز الإسلامي في لوس أنجلوس:
(مسجد عمر بن الخطاب) تبرعت سيدة مسلمة بقيمة أرض هذا
المشروع، وبلغت قيمتها أكثر من (100) ألف دولار، وتوجد الأرض قرب مساكن الطلاب
المتزوجين في جامعة جنوب كاليفورنيا، وقامت الجماعة المشرفة على المشروع بجهود
جبارة للتغلب على المعارضة التي اعترضت هذا المشروع، ودامت هذه الجهود (18) شهرًا،
وتمت موافقة بلدية المدينة على إقامة المشروع بشروط قاسية: منها عدم استعمال
مكبرات الصوت، والأنوار المباشرة، والبناء الفوري للمشروع.
وتم إنجاز المخططات الهندسية، وكلـف المشروع (1.65.000)
دولار، هذا بخلاف ثمن الأرض، وأجر المهندسين، وثمن التجهيزات والمفروشات، وبمدينة
لوس أنجلوس وضواحيها أكثر من 300 ألف مسلم، بخلاف الطلاب الذين يدرسون بجامعة جنوب
كاليفورنيا، ويؤدون شعائر دينهم في بيوت مستأجرة، أو شقق ضيقة لا تتسع للمصلين.
هيكل المشروع:
يتكون من (4) طوابق، الأول يشغله المسجد، وقاعة اجتماعات
للسيدات، ومكاتب إدارية ومدرسية، والطابق الثاني أعد ليكون متعدد الأغراض، يستخدم
كقاعة عامة للمحاضرات، أو مدرسة ومصلى للسيدات ومكتبتان، وقاعة للطعام، والطابقان
الثالث والرابع يستخدمان للسكن.
أنشطة المركز:
يقدم المركز الخدمات الاجتماعية، والخدمات الثقافية،
وعقد الندوات الإسلامية، وإقامة شعائر الدين، ومساعدة الطلبة المسلمين، ونشر
الدعوة الإسلامية، وتدريس القرآن الكريم، وتعليم القرآن الكريم، وتعليم أبناء
المسلمين في مدرسة نظامية تعمل طيلة أيام الأسبوع، لتقديم التعليم الإسلامي.
مشروع المركز الإسلامي بهاميتون في ولاية أيوا:
تولى هذا المشروع الدكتور أحمد خيري، رئيس الجماعات
الإسلامية بهاميتون والأستاذ بجامعة جورج واشنطن، ويهدف المشروع إلى إقامة مسجد
المركز الإسلامي بهاميتون، لإقامة شعائر الدين الإسلامي، وتعليم أبناء المسلمين
دراسة القرآن الكريم "التفسير" و" الحديث "، ودراسة اللغة
العربية، ولقد تم جمع مبلغ 42 ألف دولار، وفي مدينة هاميتون حوالي (800) أسرة
مسلمة من المهاجرين والطلبة المبتعثين وممن أسلم من الأمريكيين.
مكتب رابطة العالم الإسلامي:
أسس هذا المكتب في أول رمضان سنة 1396هـ - 1976م، وذلك
في مدينة نيويورك، بالقرب من المقر العام لهيئة الأمم المتحدة، ولقد قبلت الرابطة
كعضو استشاري ولدى منظمة هيئة الأمم المتحدة، وهي ضمن ثلاث منظمات إسلامية غير
حكومية قبلت كهيئات استشارية في المنظمة الدولية، والمنظمتان الأخريان هما: مؤتمر
العالم الإسلامي في كراتشي، واتحاد الجمعيات بالولايات المتحدة وكندا.
هيكل مكتب الرابطة:
يضم المكتب دائرة خاصة هي دائرة شئون الأمم المتحدة،
ومهمتها توثيق الروابط والتعاون بين الرابطة والأمم المتحدة، ويضم دائرة الإرشاد
والدعوة الإسلامية، ومهمة هذه الدائرة نشر الرسالة الخالدة، وبث الوعي الثقافي
الإسلامي، وتربط هذه الدوائر بصلات مع المراكز والهيئات الإسلامية بالولايات
المتحدة، والتصدي والرد على كل المحاولات التي تتعرض لمبادئ الإسلام من جانب
المذاهب الإلحادية، ويقوم قسم الدعوة بالإشراف على تعليم السجناء المسلمين بغية
إصلاح أحوالهم، ويضم مكتب الرابطة الإدارة المالية، وهي تنظم شئون المكتب، وتوفر
كل الاحتياجات العادية، وبالمكتب قسم للترجمة والإعلام والنشر، كما يصدر نشرة
إخبارية باللغة الإنجليزية، ويتولى عقد اجتماعات للمسلمين في أمريكا الشمالية.
المركز الإسلامي بولاية جورجيا:
يقام هذا المشروع في مدينة أطلانتا بولاية جورجيا، يعيش
في هذه المدينة حوالي (6000) مسلم من المهاجرين والطلاب الدارسين بهذه المدينة،
ومن الأمريكيين الذين اعتنقوا الإسلام، ويعاني هؤلاء من عدم وجود مركز إسلامي
ومسجد، ويمارسون شعائر دينهم في شقق مستأجرة، وكثرت مضايقة السلطات لهم، ولهذا
اشترى المسلمون قطعة أرض بهدف إنشاء مركز ومسجد ليقيم فيه المسلمون شعائر دينهم
بحرية تامة، ويعلمون أبناءهم قواعد الإسلام، ويمارسون نشاطهم الاجتماعي وفقًا
للشريعة الإسلامية، ويقومون بنشر الدعوة الإسلامية في المنطقة، فاشترت الجمعية
الإسلامية في أطلانتا قطعة أرض بمبلغ (120) ألف دولار، حصلت الجالية المسلمة على
تصريح من بلدية المدينة بإقامة المركز الإسلامي على قطعة الأرض المشتراة.
المركز الإسلامي في إيوا:
وصل عدد الأسرة في مدينة سيدر رابيدز (15) أسرة في سنة
1332هـ-1914م، وشكلت الجالية المسلمة أول جمعية إسلامية، وخططوا لبناء مسجد، بدأت
فكرته منذ سنة 1339هـ - 1920م، ولم يكتمل البناء إلا في سنة 1353هـ - 1934م،
وألحقت به مدرسة لتعليم أبناء الجالية المسلمة، وظل المبنى القديم قائمًا حتى حل
محله مبنى حديث للمركز الإسلامي بسيدر رابيدز، وتم البناء في سنة 1392هـ - 1972م،
وأسهمت فيه المملكة العربية السعودية، وتبرع المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل
سعود بمبلغ (45) ألف دولار، وكلف المبنى الحديث (120) ألف دولا. وساهمت فيه بعض
الدول العربية إلى جانب مساهمة الجالية المسلمة بالمنطقة.
المركز الإسلامي في ديترويت:
أسسته الجالية المسلمة بمجهوداتها الذاتية، ومسجد المركز
من أكبر المساجد في الولايات المتحدة، وتتكفل الجالية المسلمة بمصاريفه السنوية،
ومساحة المسجد والمركز (600) متر مربع، وبني المسجد بين سنتي 1382هـ - 1388هـ.
وكلف ربع مليون دولار، وأسهمت في بناء المسجد والمركز حكومات عربية وإسلامية
وألحقت به مدرسة لتعليم أبناء المسلمين.
المركز الإسلامي في توليدو أوهايو:
أقيم هذا المركز في ضاحية بريسبرج قرب مدينة توليدو،
ويعتبر من أهم المراكز الإسلامية بهذه الولاية، فلقد اشترت الجالية المسلمة قطعة
أرض مساحتها (50 ) فدانًا في سنة 1398هـ - 1978م وبدأ العمل في سنة 1400هـ -
1980م، ونشط العمل في بناء المركز في سنة 1402هـ - 1982م، وتم البناء في سنة
1403هـ - 1983م.. وبلغت جملة تكاليفه (3) ملايين من الدولارات، وأسهمت في تكاليف
المبنى حكومات عربية منها: المملكة السعودية، وليبيا، والكويت، وعمان، والبحرين،
والإمارات العربية، ومصر، وعدد من المتبرعين، وقامت الجالية بجمع أكثر من مليون
دولار من أبناء الجالية المسلمة بمدينة توليدو، وبهذه المدينة أكثر من (500) أسرة
مسلمة، وفي مخطط هذا المركز مدرسة إسلامية، ودار للمسنين، ومركز رياضي، وبيت
للضيافة ومستشفى، وقاعة للمحاضرات، وتم افتتاحه في سنة 1983م.
وهناك العديد من المراكز الإسلامية التي انضمت إلى هيئة
الوقف الإسلامي بأمريكا منها مركز هيوستون في ولاية تكساس، والمركز الإسلامي في
ولاية منيسوتا (كولومبيا هايتي )، والمركز الإسلامي في فريسنو بكاليفورنيا،
وكليفلاند بأوهيو، والمركز الإسلامي في فورت بيبرس في فلوريدا، والمركز الإسلامي
في جريلي كلورادو، والمركز الإسلامي في ستيت كوليدج في بنسلفانيا، ويوجد مركز
إسلامي في لوس أنجلوس، ومشروع لمركز إسلامي في شان دياجو وهو مركز الرباط الإسلامي.
مجلس المساجد بأمريكا:
يهدف إلى أحياء رسالة المسجد في الإسلام، وتقديم
المساعدات المادية لإنشاء وإعمار المساجد بأمريكا الشمالية، وكذلك دعمها ثقافيًا،
وذلك بتزويد المساجد بالأئمة والكتب الإسلامية، وإقامة دورات تدريبية للأئمة،
والمساهمة في حل المشاكل التي تعترض أبناء الجالية المسلمة، والمشاركة في تعليم
أبناء المسلمين بالمدارس الملحقة بالمسجد، ومجلس المساجد بأمريكا عضو في المجلس
العالمي الأعلى للمساجد.
ثانيا:المنظمات الإسلامية بالولايات المتحدة:
هناك حوالي 750 مؤسسة ومنظمة وهيئة إسلامية تمارس
أهدافها لخدمة المسـلمين والدعـوة الإسـلامية في الولايـات المتحـدة وإن كانـت
كثرتها تؤدي إلى نتائج عكسية أحيانًا، ومن أبرز هذه الهيئات:
الاتحاد العام للجمعيات الإسلامية:
أسس المهاجرون المسلمون العرب أول جمعية إسلامية في
مدينة ديترويت سنة 1332هـ - 1912م، ثم تكونت ثاني جمعية في مدينة ميتشجان 1332هـ -
1914م، وبعد أن كثر عدد الجمعيات الإسلامية قام بالدعوة لتوحيدها السيد عبد الله
أكرم، فدعا الجالية المسلمة لاجتماع في مدينة سيدر رابيدز في سنة 1372هـ - 1952م،
وعلى أثر هذا الاجتماع تأسست (الجمعية الإسلامية الدولية)، وانتخب السيد/ عبد الله
أكرم رئيسًا لها لمدة ثلاث سنوات، وأقر المجتمعون دستور الجمعية الإسلامية
الدولية، كما قرروا الاجتماع مرة في السنة لانتخاب مجلس الإدارة، وفي سنة 1374هـ -
1954م تغير اسم الجمعية إلى اتحاد الجمعيات الإسلامية في الواليات المتحدة وكندا،
ويتكون الاتحاد من خمسين جمعية، وانضمت إليه جمعيات البلاليين، وتمويل الاتحاد
يأتي من تبرعات الأعضاء، وتأتي بعض المساعدات من البلدان العربية والإسلامية،
ويعمل الاتحاد على:
شرح قواعد الإسلام ومفاهيمه للمسلمين وغيرهم ودعم النشاط الإسلامي والحفاظ على التقاليد الإسلامية وتزويد
الجمعيات المنضمة إليه باحتياجاتها لتحقيق هذا الهدف، وتوفير أعداد من المؤهلين
إسلاميًا لممارسة الوعظ والتدريس.
وللاتحاد فروع للشبيبة والسيدات، ومقر الاتحاد العام
للجمعيات الإسلامية بالولايات المتحدة في (مدينة ديترويت)، وأسهمت في بناء هذا
المقر رابطة العالم الإسلامي، وقد تمكن الاتحاد من تأسيس مجلس محلي للمساجد في
الولايات المتحدة وكندا وذلك بمساعدة المجلس الأعلى العالمي للمساجد بمكة المكرمة،
وانضم للمجلس المحلي للمساجد حوالي (32) مسجدًا، وتشكل من الاتحاد مجلس أئمة
للمساعدة على تنسيق مختلف النشاطات الإسلامية في أمريكا الشمالية، ويواجه الاتحاد
بعض المشاكل التي يعمد إلى حلها مثل:
- الزواج المختلط كمشكلة تسبب ضعفًا في المفاهيم
الإسلامية لثمرة هذا الزواج من أطفال المسلمين.
- تغيير التقاليد الإسلامية عند أولئك المندمجين في
المجتمع الأمريكي.
- العجز في التعليم الإسلامي والناتج عن قلة الأئمة
والمدرسين.
وبدأ الاتحاد يعمل على حل هذه المشاكل، وذلك بتشكيل
المجلس المحلي للمساجد بأمريكا الشمالية، ومجلس الأمة والدعاة، كما بدأ سياسة
إقامة المراكز الإسلامية في أنحاء متفرقة بالولايات المتحدة، فأقام مركزًا
إسلاميًا في مدينة باترسون في ولاية نيوجرسي، وكذلك المشروع الضخم لبناء مركز
إسلامي في مدينة نيويورك، ويقوم الاتحاد بالتوجه الإسلامي للتصدي للحملات المضادة
للمسلمين والإسلام، ويشرف الاتحاد العام للجمعيات الإسلامية على برنامج تلفزيوني
وآخر إذاعي، يبث من محطات محلية أمريكية، كما يصدر مجلة (نجمة الإسلام)، ويقف
الاتحاد في وجه الدعاية الصهيونية المضادة، ويبذل الاتحاد جهودًا لنشر الدعوة
الإسلامية بين الهنود الأمريكيين، وله مقر في 820 الشارع الثاني مدينة نيويورك.
واتخذ الاتحاد عدة قرارات في مؤتمره السنوي، والذي عقده
في ولاية وست فرجينيا في سنة 1398هـ - 1978م منها إقامة علاقات عالمية اقتصادية
وتكنولوجية، وصناعة على نطاق واسع، ومنها مناشدة الرئيس الأمريكي لمنع أي ضغط
تمارسه مجموعة يؤثر على سياسة الولايات المتحدة، ومنها وقوف الاتحاد إلى جانب أنه
أقلية أمريكية، ومن قراراته معارضة التسابق في التسلح، ومنها الوقوف في وجه
التفرقة العنصرية، ومن قراراته تأييد القضايا العربية الإسلامية، ومن قراراته فضح
أساليب ومزاعم الصهيونية في إقامة سلام في الشرق الأوسط، ومنها القيام بجهود مكثفة
ضد الصهيونية وإسرائيل وتأييد القضية الفلسطينية، كما أوصى بتشكيل رابطة الدفاع عن
المسلمين بأمريكا، ولقد قبل الاتحاد عضوًا بالأمم المتحدة بقسم المنظمات غير
الحكومية.
اتحاد منظمة الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة وكندا:
تأسست هذه المنظمة في سنة 1384هـ - 1964م، وذلك بمشاركة
مجموعة من الطلبة المسلمين الدارسين بجامعات الولايات المتحدة، وأخذت أعداد الطلبة
المنضمين إلى الاتحاد تزداد، فانضمت رابطة الشباب المسلم العربي، وجمعية الأطباء
المسلمين في الولايات المتحدة، وجمعية المهندسين المسلمين في الولايات المتحدة،
وجمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين، واتحاد الطلبة الماليزيين، ويبلغ عدد
المشتركين في مطبوعاته (9000) عضو، وللاتحاد (350) فرعًا بالولايات وكندا، ومقر
المنظمة في باين فيلد – بالقرب من مدينة أنديانا بوليس – ص. ب 38 – 46168 – ولاية
أنديانا، وتتفرع من المنظمة عدة لجان للإدارة، والتخطيط، والتعليم، والإعلام،
والجهاد، والشؤون الدينية، والشباب والسيدات، ولجنة البنك الإسلامي.
وفي 1403هـ - 1983م ظهر الاتحاد الإسلامي كبديل لاتحاد
الطلبة المسلمين في أمريكا الشمالية، وضم قسمًا من الجاليات الإسلامية بأمريكا
الشمالية.
أهدافه:
تتمثل الأهداف في:
1-
توحيد العمل الإسلامي في أمريكا الشمالية.
2-
اكتساب العلم الإسلامي الصحيح.
3-
إعداد البحوث العلمية.
4-
توفير المطبوعات من الكتب والمواد التعليمية.
5-
إقامة الدورات التعليمية.
6-
تطوير العمل الإسلامي في أمريكا الشمالية ثقافيًا
وتعليميًا واجتماعيًا.
7-
تنسيق جهود العاملين المسلمين في الحقل الإسلامي.
8-
رعاية شؤون الطلبة المسلمين في جامعات أمريكا الشمالية،
والحفاظ على عقيدتهم وتقاليدهم الإسلامية.
9-
تأييد حركات الكفاح التي يخوضها المسلمون.
وتمول المنظمة من اشتراكات الأعضاء، وتبرعاتهم ورسوم
الانتساب إليها وتقدم لها بعض الدول العربية والإسلامية بعض المعونات، والمنظمة
أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد العالمي لجمعيات الطلبة المسلمين.
ولقد تكونت لجنة الدعوة الإسلامية في الجامعات
الأمريكية، كفرع تابع لمنظمة اتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا، ولهذه اللجنة نشاط
ملموس في الدعوة داخل الجامعات الأمريكية.
يمتلك الاتحاد بالولايات المتحدة وكندا دارًا للطباعة
وتصدر مجلتان للتعبير عن أهدافه، هما: الاتحاد، والأفق، وعدد المشتركين فيهما أكثر
من (9000) مسلم، وتسهم المجلتان في تعميق المفاهيم الإسلامية، وشرح قواعد الإسلام
للراغبين في العقيدة، وتنمية الوعي الإسلامي، والوقوف في وجه التحديات المضادة
للدعوة وفضح أساليب الصهاينة في استقطاب الرأي العام الأمريكي إلى جانبهم.
واشترت المنظمة في سنة 1369هـ - 1976م قطعة من الأرض
مساحتها (134) فدانًا في مدينة أنديانا بوليس لإقامة مقر جديد لها كمركز إسلامي في
أمريكا الشمالية، وشرعت في البناء، ولقد ساهمت في إقامة هذا المشروع كل من المملكة
العربية السعودية، والكويت، والإمارات العربية، والبحرين، والأردن.
وتشارك المنظمة في المؤتمرات الإسلامية الدولية، ويقوم
المسؤولون فيها بزيارات عديدة للدول العربية الإسلامية، لتقوية صلتها بالعالم
الإسلامي، وتزور الجمعية وفود إسلامية من الخارج، لإلقاء المحاضرات حول الإسلام
ووجوب نشر الدعوة الإسلامية، والتمسك بتعاليمها والحرص على قيام الأسرة المسلمة.
منظمة أمة الإسلام في الغرب "الهيئة الإسلامية الأمريكية":
تشكل هذه الجماعة أكبر المجموعات الإسلامية في أمريكا
الشمالية، وكانت تسمى في الماضي (المسلمون السود)، ولقد تشكل تنظيمها برئاسة إليجا
محمد، وفي عهده حادت عن الإسلام الصحيح؛ نتيجة شرود زعيمها وقيام مبادئها على أساس
عنصري، ولهذا انقسمت الجمعية على نفسها، ورفضت جماعة من التنظيم الاعتراف بزعيم
الجمعية (إليجا محمد) وبمبادئه الخارجة عن قواعد الإسلام، وشكلت الجماعة المنفصلة
تنظيمًا جديدًا عرف باسم "حركة الحنفيين المسلمين"، وحدث نزاع بين
الطرفين، وبعد وفاة إليجا محمد استلم ابنه وارث الدين محمد زعامة مجتمع عام
الإسلام في الغرب، وتخلى وارث الدين عن معتقدات والده وتعاليمه، فسار بالجماعة نحو
التعاليم الإسلامية الصحيحة، واتخذ منهجه وفقًا للقرآن الكريم والسنة، وأصبحت
الجماعة مشهورة باسم البلاليين، واعتنقت المبادئ الإسلامية حقًا، كما نهجت منهج
الأخلاق والتقاليد الإسلامية النقية، ومقر البلاليين في شيكاغو بولاية إلينوي،
ولقد تغير اسم الجماعة بعد وفاة إليجا محمد إلى الهيئة الإسلامية الأمريكية.
جهودها:
منذ أن طهرت الجماعة صفوفها اجتهدت في بناء المساجد،
فأصبح يتبعها أكثر من (200) مسجد متواضع في أنحاء مدن الولايات المتحدة، ويتبعها
(13) مسجدًا في أمريكا الوسطى، كما اجتهدت في بناء المدارس الإسلامية الملحقة
بالمساجد، ومدتهم رابطة العالم الإسلامية بمكة المكرمة بعدد من الأئمة والوعاظ
للتدريس والوعظ في مساجد البلاليين، وتجتهد الجمعية في تحسين المستوى الاقتصادي
للبلاليين، فأخذت في إنشاء العمارات السكنية، وتشكيل البنوك، وشركات الطباعة
والنشر، وفتح المطاعم ومحلات المواد الغذائية، واشترت الجمعية (15) ألف هكتار في
ثلاث ولايات، وتستغل في الإنتاج الزراعي لتحسين دخل البلاليين، ولجمعية البلاليين
صحيفة إسلامية هي (أخبار البلاليين)، وأصبح البلاليون يشعرون بهويتهم الإسلامية،
وأخذوا في التقارب من الدول العربية والإسلامية، كما وجدوا تشجيعًا من البلدان
العربية والإسلامية بعد تنقية حركتهم من البدع والخرافات، والبلاليون الآن أعضاء
الاتحاد العام للجمعيات الإسلامية، ويشارك البلاليون في مؤتمرات هذا الاتحاد
بحماسة، وساعدتهم المملكة العربية السعودية بمبالغ كبيرة لبناء مركزهم الرئيسي في
مدينة شيكاغو، وينشط البلاليون في نشر الدعوة الإسلامية بين الأفارقة الأمريكيين،
فزاد عدد الداخلين في الإسلام من الأمريكيين السود، وللبلاليين مواقف واضحة من
القضايا الإسلامية والعربية خصوصًا القضية الفلسطينية، ولقد اشتهرت مدارس
البلاليين باسم "الأخت كلارا محمد"، وتنتشر هذه المدارس في معظم
الولايات الأمريكية، وهناك مؤسسة إسلامية أقامها محمد علي كلاي في شيكاغو، ولها
عدة مشاريع طموحة في الدعوة والتعليم الإسلامي، وتأسست في سنة 1975م، ومهمتها نشر
العقيدة الإسلامية وتصحيح مسار الدعوة، ومشروع المؤسسة من أربع مراحل:
1-
إقامة أكاديمية إسلامية.
2-
مشروع تجاري.
3-
وحدات سكنية.
4-
توسعة الأكاديمية.
طائفة الحنفيين:
مجموعة من المسلمين الأفارقة الأمريكيين أقل في عددها من
البلاليين، انفصلت في سنة 1378هـ - 1958م، عن مجتمع عالم الإسلام في الغرب على أثر
خلاف بين أعضائها وإليجا محمد، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، ورفضوا مبادئ إليجا محمد
وشكلوا جمعية طائفة الحنفيين، وبعد تصحيح مبادئ جمعية البلاليين وعودتها إلى
الإسلام منذ سنة 1395هـ - 1975م، اقتربت شقة الخلاف بينهم وبين جمعية الحنفيين،
مما زاد من قوة الدفاع عن معتقداتهم ضد أعداء الإسلام، لهذا قام الحنفيون بقيادة
زعيمهم حماس عبد الخالص في سنة 1397هـ - 1977 ومعه (11) عضوًا لمهاجمة منظمة
يهودية في واشنطن تدعى (ليناي بيرت)، أي أبناء الميعاد وسيطروا على مقرها،
واحتجزوا (116) رهينة من أعضاء المنظمة اليهودية لمدة (39) ساعة، ولقد وصف حماس
عبد الخالص اليهود بأنهم رأس مدبري المؤامرات في العالم، وحكم عليه بالسجن لمدة
(41) سنة.
رابطة الشباب المسلم في أمريكا:
لهذه الرابطة نشاط في الدعوة وإقامة المخيمات، ولها 180
فرعًا في أنحاء أمريكا الشمالية، ولقد عقدت الرابطة عدة مؤتمرات إسلامية، دعت
إليها العديد من المفكرين الإسلاميين.
مجلس الجمعيات الإسلامية:
وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل دعوة لعدة
زعماء من الأفريقيين المسلمين للحج في سنة 1392هـ - 1972م، وجاء هؤلاء من أربع
ولايات أمريكية، وعلى أثر عودتهم أسسوا (مجلس الجمعيات الإسلامية) بالولايات
المتحدة كمؤسسة إسلامية شاملة، ينص دستورها على توحيد الجمعيات الإسلامية في
الولايات المتحدة، وسجلوا جمعيتهم في ولايات ديلوير، وبنسلفانيا، ونيوجرسي،
ونيويورك، ولقد انضمت عدة جمعيات إلى هذا المجلس.
الغرفة التجارية الإسلامية في الولايات المتحدة:
تتبع الاتحاد الإسلامي العالمي للغرف التجارية، والذي
تأسس في سنة 1396هـ - 1976م من أجل مساعدة رجال الأعمال المسلمين، وتنمية الاقتصاد
الإسلامي، وإقامة علاقات اقتصادية بين رجال الأعمال المسلمين في أمريكا من التبادل
التجاري، وتقديم المشورة للمهاجرين المسلمين، وحماية المصالح الاقتصادية الخاصة
بالمسلمين في الولايات المتحدة، وتعمل على إرسال رجال الأعمال المسلمين لزيارة
الأقطار الإسلامية، كما تعمل على فتح فروع لها في جميع الولايات المتحدة وكندا،
ومقرها في مدينة نيويورك.
المعهد الأمريكي للشؤون الإسلامية:
قررت الحكومة الأمريكية إنشاء هذا المعهد بهدف تزويد
الأمريكيين غير المسلمين بالمعلومات عن الإسلام، ومقره المؤقت في ماساتشوستس،
أفينيو D.C.W-N واشنطن 20016.
الوقف الإسلامي في أمريكا الشمالية:
هيئة إسلامية انضمت إليها جمعيات إسلامية عديدة بلغ
عددها في سنة 1409هـ - 1989م، 150 جمعية، ويشمل الوقف الإسلامي في أمريكا الشمالية
الأقسام التالية:
1-
قسم المراكز الإسلامية.
2-
الصندوق التعاوني للأوقاف الإسلامية.
3-
قسم الخدمات القانونية.
4-
مطبوعات (منشورات الوقف الأمريكي).
5-
مركز إنتاج الشرائط والوسائل السمعية.
6-
جهاز الكتاب الإسلامي.
7-
إدارة الصحافة.
8-
المطبعة.
ولهذه الوقف العديد من الإنجازات في ميادين العمل
الإسلامي، وفي مجال الاستثمار الإسلامي، كما أن له أنشطة إسلامية عبر العديد من
الولايات الأمريكية.
مؤسسة العلوم الطبية الإسلامية:
أسسها مجموعة من الأطباء المسلمين في يونيو 1984م في
مدينة بنما بولاية فلوريدا، وتتبعها عدة مؤسسات منها:
1-
معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث.
2-
عيادات أكبر الطبية.
3-
الوقف الخيري لعلاج الفقراء.
4-
المدرسة التجريبية النموذجية.
5- المركز الإسلامي بشمال
فلوريدا، وتؤدي هذه المؤسسة مهامها بنجاح، نال إعجاب الكثير من المسلمين وغير
المسلمين.
العمل الإسلامي خارج الولايات المتحدة:
هناك نشاط إسلامي يقوم به الأمريكيون خارج أراضي
الولايات المتحدة، أبرزه إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية، ويشمل هذا إقامة مراكز
في بربادوس في البحر الكاريبي، وفي بليز (أمريكا الوسطى)، وفي غويانا وبرمودا،
وجاميكا، وجزر بهاما، وكوبك، وترينداد، وسانت تومي، وتورنتو بكندا.
ثالثا:
المدارس:
يفضل العديد من مسلمي وعرب الولايات المتحدة إلحاق أبنائهم بمدارس
إسلامية للمساعدة في الحفاظ على هويتهم الإسلامية مع الاعتراف بأن هذه المدارس،
ذات الميزانيات المنخفضة، تعاني بعض أوجه القصور غير الأكاديمية، وفي هذه المدارس
يجري تعليم الطلاب ما لا تستطيع عائلتهم تعليمه إياهم في المنزل؛ فهم يتعلمون
الدين يوميا".
وبالنسبة لبعض الأسر المسلمة، فإن المدارس الإسلامية مهمة للغاية؛ الأمر الذي قد يدفع البعض إلى تغيير أماكن سكنهم لمجرد تأمين مكان لأطفالهم في هذه المدارس.
ونظرا لعدم وجود هذا النوع من المدارس بمدن بعض المسلمين والعرب، فقد فضلوا الانتقال لمدينة أخرى بها مدارس إسلامية.
وبالنسبة لبعض الأسر المسلمة، فإن المدارس الإسلامية مهمة للغاية؛ الأمر الذي قد يدفع البعض إلى تغيير أماكن سكنهم لمجرد تأمين مكان لأطفالهم في هذه المدارس.
ونظرا لعدم وجود هذا النوع من المدارس بمدن بعض المسلمين والعرب، فقد فضلوا الانتقال لمدينة أخرى بها مدارس إسلامية.
أن اختيار المدارس الإسلامية يرى الكثير من المسلمين والعرب القاطنين
في امريكا ان هذا القرار كان صائبا، فمن الضروري لأبنائنا أن يكون لديهم
خلفية إسلامية للعيش في هذا المجتمع".
وشهدت أعداد المدارس الإسلامية في الولايات المتحدة نموا متزايدا خلال العشرين عاما الأخيرة.
كما أن هناك تحولا مطردا بالأقلية من حيث إلحاق أبنائهم بالمدارس الإسلامية ذات اليوم الكامل بدلاً من المدارس التعليمية التي تعمل لبعض الوقت في الإجازات.
ويقدر عدد المدارس الإسلامية بحوالي 500 مدرسة يوم كامل تخدم نحو 30 ألف طالب يقضون يوما دراسيا كاملا فيها، فضلاً عن الآلاف الذين يقضون بعض الوقت في الإجازات.
ومعظم هذه المدارس جرى إنشاؤها من قبل المهاجرين المسلمين من سلالات عربية وباكستانية.
وشهدت أعداد المدارس الإسلامية في الولايات المتحدة نموا متزايدا خلال العشرين عاما الأخيرة.
كما أن هناك تحولا مطردا بالأقلية من حيث إلحاق أبنائهم بالمدارس الإسلامية ذات اليوم الكامل بدلاً من المدارس التعليمية التي تعمل لبعض الوقت في الإجازات.
ويقدر عدد المدارس الإسلامية بحوالي 500 مدرسة يوم كامل تخدم نحو 30 ألف طالب يقضون يوما دراسيا كاملا فيها، فضلاً عن الآلاف الذين يقضون بعض الوقت في الإجازات.
ومعظم هذه المدارس جرى إنشاؤها من قبل المهاجرين المسلمين من سلالات عربية وباكستانية.
المدارس الإسلامية تحافظ على هوية أبناء الأقلية الهوية الإسلامية بالنسبة للعديد، فإن الهدف الأساسي لإنشاء المدارس الإسلامية هو حماية هوية
أطفال مسلمي أمريكا والشباب من خلال التعليم الإسلامي.
وفي هذا السياق يقول "نور حبيب"، الذي درس في مدرسة بيس أكاديمي
لمدة ثمانية أعوام: "العيش في مجتمع لديه قيم ومعتقدات وأيدلوجيات مختلفة
يتطلب إيجاد مكان لأطفال المسلمين لتعلم دينهم".
وتابع يقول: "إنهم (الأطفال) يحتاجون إلى تعليم إسلامي قوي ليكونوا
قادرين على العيش في المجتمع دون أن يكون هناك تأثير سلبي عليهم".
وأضاف "حبيب"، الذي يدرس الآن في جامعة ولاية أوكلاهوما: "أنا لا أقول إن المجتمع الأمريكي بالضرورة له تأثير سلبي، ولكن ما أقصده أنه يكون لديهم القدرة (الأطفال) على التمييز بين الجيد والسيئ في تلك الثقافة، فكل ثقافة فيها الجيد والسيئ".
وأردف قائلاً: "أنا لا أريد الذهاب إلى أبعد من ذلك بالقول إن المدارس الإسلامية الخيار الوحيد المتاح، ولكن يظل خيارا قويا".
وأضاف "حبيب"، الذي يدرس الآن في جامعة ولاية أوكلاهوما: "أنا لا أقول إن المجتمع الأمريكي بالضرورة له تأثير سلبي، ولكن ما أقصده أنه يكون لديهم القدرة (الأطفال) على التمييز بين الجيد والسيئ في تلك الثقافة، فكل ثقافة فيها الجيد والسيئ".
وأردف قائلاً: "أنا لا أريد الذهاب إلى أبعد من ذلك بالقول إن المدارس الإسلامية الخيار الوحيد المتاح، ولكن يظل خيارا قويا".
كما
استفاد من هذه المدارس طلاب جاليتنا المسلمة والعربية في تعلم مناسك الحج
وكثير
من الفرائض.
في السنوات الأخيرة أصبح المسلمون في
أمريكا على وعي بضرورة توفر تعليم إسلامي يؤمن للجيل الناشئ معرفة بتعاليم الإسلام
ويضمن محافظتهم على هويتهم وعدم انصهارهم في ذلك المجتمع . واتبع المسلمون في سبيل
ذلك وسائل تعليمية متنوعة تزود الأطفال بالثقافة الإسلامية الضرورية من هذه
الوسائل التربية البيئية ، مدارس نهاية الأسبوع ، المدارس العامة ذات الأعضاء
المسلمين ، والمدارس الدينية الإسلامية . وفيما يلي عرض موجز لكل منها :
التربية البيتية home education لسنوات عديدة خلت
قدمت إحدى مدارس ماريلاند برنامجا كاملا للأطفال المتكلمين بالإنجليزية من الروضة
حتى الصف الثامن ( الثاني الإعدادي ) وقد استعمل هذا البرنامج بشكل كبير من قبل
الأمريكيين خارج أمريكا دون التسجيل في مدارس تدرس بالإنجليزية . ولقد جذبت هذه
المدارس انتباه المسلمين الذين يريدون أن يحافظوا على أبنائهم من السلبيات
الاجتماعية والفكرية للمدارس الأمريكية ، ولذلك فقد اقترحت الجالية الإسلامية في
مدينة فورت كولنز fort colens
بولاية كولورادو colorado أن
يتبع المسلمون نفس الطريقة في تدريس أبنائهم في البيت فرادى أو مجموعات صغيرة ،
ولقد نجحوا بالفعل في ( أسلمة ) هذا النوع من المدارس بأن أضافوا إلى مناهجها
موضوعات إسلامية . وكانت هذه التربية بالفعل حلا لأولئك المسلمين الذين اضطرتهم
ظروف سياسية واقتصادية إلى أن يقيموا مع عائلاتهم في أمريكا لمدة طويلة .
مدارس نهاية الأسبوع supplemental education - the weekend school كثير
من أبناء الجاليات الإسلامية في أمريكا يتعلمون في المدارس الأمريكية على مدى خمسة
أيام ويتعلمون في المدرسة الإسلامية في نهاية
الأسبوع أو في مساء بعض الأيام خلال
الأسبوع . ويشتمل منهاج هذه المدارس الإسلامية على تدريس اللغة العربية والقرآن
الكريم والتاريخ الإسلامي والعبادات وقصص الأنبياء . ويتعلم الأطفال في هذه
المدارس كيفية الوضوء والصلاة كما يلقنون الأخلاق الإسلامية الفاضلة وكيف يتحتم
عليهم أن يتعاملوا مع الجميع مسلمين كانوا أم كفارا وكيف يجدر بهم أن يتحلوا دائما
وأبدا بالخلق الإسلامي الرفيع مع آبائهم وأمهاتهم وأخواتهم وزملائهم في المدرسة
الإسلامية ومعارفهم في المدرسة الأمريكية العامة . وكثيرا ما يوصي المدرسون الآباء
بضرورة متابعة ترسيخ المفاهيم الإسلامية التي يتلقاها الأطفال في المدرسة
الإسلامية سواء أكانت في مجال العبادات أو السلوك وبهذا التعاون بين المدرسة
الإسلامية والبيت تستطيع هذه المدرسة أن تواصل أداء رسالتها .
المدارس العامة ذات الأعضاء المسلمين community minded public في مناطق كثيرة
من الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتمركز أعداد كبيرة من المسلمين ، أبدى هؤلاء
رغبتهم للمدارس الأمريكية العامة في أن يساهموا معهم في إدارة دفة التعليم في
منطقتهم فساهموا مساهمة نشطة في مجالس الآباء والمدرسين واستطاعوا أن ينجحوا في
الانتخابات التي جرت لاختيار أعضاء المجالس التعليمية في مناطقهم وبالتالي فقد
استطاعوا أن يجعلوا اللغة العربية ضمن مناهج التعليم لأبنائهم في تلك المدارس بأن
يحضر مدرس مختص يقوم بتعليم هؤلاء الطلاب المسلمين اللغة العربية باستمرار . أما
التربية الإسلامية فكما هو معروف عن كافة المدارس الأمريكية العامة فهي ممنوعة من
تدريس أي دين في مدارسها بنص القانون الذي ينادي بفصل الدين عن الدولة ، ويتضح ثقل
هؤلاء المسلمين في جعل العربية تدرس لأبنائهم في المدارس العامة في كل من ديترويت
وشيكاغو ونيويورك وفيلادلفيا وواشنطن العاصمة واتلانتا وكاليفورنيا .
المدارس الدينية الإسلامية the islamic parochial تنظم هذه المدارس
بنفس الطريقة التي تنظم بها أية مدرسة دينية في أمريكا . فالمنهاج الذي يدرس
بوساطة معلمين مؤهلين ، ينبع من روح الإسلام وتعاليمه وتدرس في هذه المدارس كافة
الموضوعات التي تدرس في المدارس الأمريكية العامة حتى يتمكن الطلاب من متابعة
دراستهم في تلك المدارس إذا ما أرادوا ذلك أو إن لم يوجد لهم صفوف في مستواهم في
هذه المدارس الدينية ، ويدرس هذه الموضوعات معلمون مختصون مجازون لتدريس تلك
المواد ، غير أن معظم هؤلاء المعلمين والإداريين مسلمون .
وفي هذا النوع من المدارس يجد المسلمون
حلا للعديد من مشكلاتهم التربوية في أمريكا رغم أن هذه المدارس تحتاج إلى دعم مالي
باستمرار حتى تستطيع القيام بواجباتها تجاه الجاليات الإسلامية واستطاعت هذه
المدارس أن تكون عوامل توحيد لسائر فئات المسلمين على اختلاف أجناسهم وتباين
خلفياتهم . وقد نجحت جاليات عديدة في تأسيس مثل هذا النوع من المدارس خاصة بهم مثل
الجالية الإسلامية في فيلادلفيا وكاليفورنيا وشيكاغو والعاصمة واشنطن وديترويت
وغيرها من المدن الأمريكية التي تشتمل على مسلمين يتميزون بالوعي والنشاط .
معهد الدراسات الإسلامية - لوس انجليس institute of islamic studies- los angeles تأسس
المعهد في أكتوبر سنة 1975 لتزويد المسلمين ببرنامج مكثف للدراسات الإسلامية وعمد
المعهد إلى إنشاء نظام تعليمي كامل للأطفال لإيجاد البيئة الإسلامية المثلى لهم .
ثم طور المعهد دراساته في التربية الإسلامية واللغة العربية بحيث شملت المسلمين
وغير المسلمين بحيث يمكن أن يؤدي هذا البرنامج المطور إلى درجة ليسانس في هذه
الدراسات . كما أسس المعهد قسما لتدريس اللغة الإنجليزية
للكبار خاصة لمن يعتزمون دخول الجامعات
ولم يدرسوا الإنجليزية من قبل . وشبيه بهذا المعهد معهد تابع للجامعة الإسلامية
الأمريكية التي أسست في شيكاغو سنة 1983 والتي سأفصل عنها فيما بعد .
وبما أن أي شيء لا يمكن أن يتحقق ويتطور
بدون دعم مالي فقد قام رئيس المعهد بزيارة لكل من السعودية والكويت على رأس وفد
لجمع التبرعات اللازمة لاستمرار هذا المعهد في أداء خدماته على أتم وجه . ونتيجة
لمشاركة المعهد في مؤتمر الجمعيات الإسلامية في أمريكا الشمالية الذي عقد في مدينة
نيسوارك في ولاية نيوجيرني فقد زود المعهد بمكتبة إسلامية كاملة وبراتب أستاذ
متفرغ . كذلك نتيجة لجهود بعض الإخوة الغيورين على الإسلام والحريصين على تثبيت
دعائم هذا المعهد فقد تبرعت جامعة نورث كاليفورنيا بستمائة كتاب قيم لمكتبة المعهد
.
اشتمل المنهاج على اللغة العربية ،
اللغة الإنجليزية ( للمتكلمين بالعربية ) القرآن الكريم ، الحديث النبوي الشريف ،
الفقه الإسلامي ، الدراسات الاجتماعية كما يقدم المعهد برنامجا خاصا للكبار وهو
عبارة عن مدخل للدراسات الإسلامية والعربية . وقد صمم هذا البرنامج لتزويد المسلمين
عامة والدعاة منهم خاصة بالمعلومات الأساسية الضرورية لهم لتعميق منهجهم للإسلام ،
وعلاوة على ذلك فالبرنامج مفيد لأولئك الذين يرغبون في مواصلة دراساتهم الإسلامية
على المستوى الجامعي . وكان من المؤمل أن يطور هذا البرنامج ليكون كلية إسلامية
سنة 1982 غير أن ظروفا عديدة حالت دون تنفيذ ذلك في موعده المحدد .
وكجزء من الخطة المكثفة لتسهيل المهمة
التعليمية للمسلمين في أمريكا فقد خطط المعهد فتح مركز لتدريس اللغة الإنجليزية .
وقد صمم هذا المركز لخدمة المسلمين الوافدين للالتحاق بالجامعات الأمريكية . وليس
بخاف أن أمريكا تعج بهذا المستوى من المعاهد العريقة التي تدرس الإنجليزية على
أحدث المستويات لمن يرغبون في ذلك خاصة لمن يرغبون في الالتحاق بالجامعات ، غير أن
هذا المعهد يتميز عنها جميعا بتهيئة الفرص لتعليم اللغة الإنجليزية في جو إسلامي
خالص .
- الأكاديمية
الإسلامية السعودية في واشنطن:
وقد تأسست
هذه الأكاديمية في عاصمة الولايات المتحدة واشنطن عام 1405هـ، وهي إحدى المؤسسات
التربوية التي قامت بإنشائها حكومة المملكة العربية السعودية من أجل تدريس اللغة
العربية والعلوم الدينية، والمحافظة على شخصية الطالب المسلم، وتوجيهه للمحافظة
على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والاعتزاز بلغته، وأصبحت الأكاديمية تتبوأ مركزا
مشرفا بين جميع المدارس الخاصة في شمال فرجينيا، بما توفر لهم من دعم خاص جعلها
مثالا تربويا وتعليميا متميزا، وحازت الاعتراف الأكاديمي، وصارت تضم أكثر من 950
طالبا وطالبة ينتمون إلى 28 جنسية 
ومن
المراكز الإسلامية التي تولت الدولة السعودية بناءها المركز الإسلامي في واشنطن
وبلغت مساهمة المملكة فيه ما يقارب 3 ملايين ريال والمركز الإسلامي بنيويورك وقد
ساهمت المملكة بمبلغ 5 ملايين ريال، والمركز الإسلامي في توليدو بولاية أوهايو، وبلغت
مساهمة الحكومة السعودية مليون ريال، والمركز الإسلامي بلوس أنجلوس بولاية
كاليفورنيا، وقدمت حكومة المملكة حوالي 3 ملايين ريال مساهمة منها في بناء المركز
وفي كندا
تبرعت المملكة بنصف مليون ريال لإقامة المركز الإسلامي في تورنتو، وبمبلغ 660 ألف
ريال لإقامة المركز الإسلامي في كويبك. وفي أمريكا الجنوبية ساهمت المملكة بمبلغ 7
ملايين ريال لبناء المركز الإسلامي في برازيليا بالبرازيل، وبمبلغ 5 ملايين ريال
لبناء المركز الإسلامي في بيونس أيرس. ولا تقف جهود الدولة السعودية عند حد إقامة
المراكز والمعاهد والكليات التعليمية في دول الأقليات، بل تعمل جاهدة كذلك على
إتاحة الفرصة لأبناء تلك الأقليات للدراسة في الجامعات السعودية، ويأتي في مقدمتها
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعلى
سبيل المثال صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن
عبدالعزيز في شهر ربيع الأول عام 1412هـ بوصفه الرئيس الأعلى للجامعة
على قبول 1000 طالب بالجامعة ينتمون لأكثر من 107 دولة من مختلف أنحاء العالم وعلى
نفقته الخاصة.
وهذه
إحصائية عن عدد الطلاب المسلمين المتخرجين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،
وهي تؤكد حقيقة الدعم المالي الكبير الذي أنفقته الدولة السعودية في سبيل تعليم
أبناء المسلمين أمور دينهم وعقيدتهم ولغتهم.
فقد بلغ
عدد الحاصلين على الشهادة العالمية "الليسانس- أو البكالوريوس" منذ
افتتاح الجامعة سنة 1381 / 1382هـ حتى عام 1411هـ (8087) طالبا ينتمون إلى 92
دولة، وبلغ عدد الحاصلين على درجة الماجستير منذ أن افتتح قسم الدراسات العليا
بالجامعة سنة 1395هـ 371 طالبا ينتمون إلى 50 جنسية، أما الحاصلون على درجة
الدكتوراه فقد بلغ عددهم 192 طالبا ينتمون إلى 50 جنسية" هذا ولا بد من
الإشارة إلى أن هؤلاء الطلبة جميعا يتقاضون مكافأة شهرية تصل إلى ألف ريال، كما
تقوم الجامعة بتأمين أمور معاشهم وسكنهم.
المبحث الرابع: التحديات المعاصرة للأقلية المسلمة في الولايات المتحدة
الأمريكية:
الحديث عن الأقلية المسلمة في أمريكا يرتبط بمساحة شاسعة من
المسلمين الذين يهجروا بلادهم ويعيشون في بحر من الأكثرية غير المسلمة، الأمر الذي
يعرّضهم إلى ألوان متعددة ومعقّدة من المشاكل والتحديات التي تهدد وجودهم وهويتهم
وواقعهم، وحول هذا الموضوع يقوم الباحث بإبراز أهم التحديات التي تواجه هذه
الأقلية :
هناك تحديات کثيرة تواجه الأقليات المسلمة في أمريكا أبرزها:
التحدي التربوي والتعليمي: إن ثقافة أي مسلم تعتمد على المصادر الثقافية الإسلامية وفي مقدمتها القرآن الكريم والسنة الشريفة، ومفتاح هذه المصادر هي اللغة العربية، وهذه المشكلة يترتب عليها جهل حقيقي في فهم الإسلام فعدم المعرفة باللغة العربية والاختلاف بين لغة الأقلية ولغة القرآن يتسبب في فجوة كبيرة في الهوية الثقافية لهذه الأقلّيات، بل قد ينتج عنه نمط خاص من التفكير خلال البحث عن المصادر الثقافية للفكر الإسلامي، الأمر الذي يتسبب في خطر اكبر يهدد هذه الفئات من المسلمين في عقيدتهم نفسها. وحتى الأقلّيات التي تنحدر من أصول عربية أو شرقية تنطق اللغة العربية، فإنها تفقد علاقتها باللغة العربية بمرور الزمن، وخاصة بالنسبة للجيل الثاني والثالث، مما يتسبب في الذوبان في نمط التفكير الذي تخلقه اللغة الأجنبية الجديدة، وهي حالة خفية ومعقّدة من حالات الفقدان التدريجي للهوية.
التحدي الاجتماعي والحقوقي:تتسع مساحة هذا التحدي لكل ما له علاقة بواقع الأسرة المسلمة وعلاقات أبنائها مع بعضهم، والعلاقات الاجتماعية داخل الأقلّيات، وعلاقاتها بالوسط الذي تعيش فيه، ومقدار الحرية التي تسمح لها بامتلاك واقع اجتماعي مستقل يحظى بالحقوق المدنية والدينية والسياسية التي تميز هويته الاجتماعية والثقافية والدينية عن
هناك تحديات کثيرة تواجه الأقليات المسلمة في أمريكا أبرزها:
التحدي التربوي والتعليمي: إن ثقافة أي مسلم تعتمد على المصادر الثقافية الإسلامية وفي مقدمتها القرآن الكريم والسنة الشريفة، ومفتاح هذه المصادر هي اللغة العربية، وهذه المشكلة يترتب عليها جهل حقيقي في فهم الإسلام فعدم المعرفة باللغة العربية والاختلاف بين لغة الأقلية ولغة القرآن يتسبب في فجوة كبيرة في الهوية الثقافية لهذه الأقلّيات، بل قد ينتج عنه نمط خاص من التفكير خلال البحث عن المصادر الثقافية للفكر الإسلامي، الأمر الذي يتسبب في خطر اكبر يهدد هذه الفئات من المسلمين في عقيدتهم نفسها. وحتى الأقلّيات التي تنحدر من أصول عربية أو شرقية تنطق اللغة العربية، فإنها تفقد علاقتها باللغة العربية بمرور الزمن، وخاصة بالنسبة للجيل الثاني والثالث، مما يتسبب في الذوبان في نمط التفكير الذي تخلقه اللغة الأجنبية الجديدة، وهي حالة خفية ومعقّدة من حالات الفقدان التدريجي للهوية.
التحدي الاجتماعي والحقوقي:تتسع مساحة هذا التحدي لكل ما له علاقة بواقع الأسرة المسلمة وعلاقات أبنائها مع بعضهم، والعلاقات الاجتماعية داخل الأقلّيات، وعلاقاتها بالوسط الذي تعيش فيه، ومقدار الحرية التي تسمح لها بامتلاك واقع اجتماعي مستقل يحظى بالحقوق المدنية والدينية والسياسية التي تميز هويته الاجتماعية والثقافية والدينية عن
تتسبب الأعراف والتقاليد الاجتماعية السائدة في البلدان الغربية في سلوكيات
غير شرعية لدى الأقلّيات المسلمة البيئة العامة، ولعل أبرز انعكاسات هذا التحدي هو
قلة عدد المساجد، إذ لا توجد في كثير من مناطق المسلمين مساجد لتكون لهم بمثابة
مراكز دينية واجتماعية ومحاور لحركة الأقلّيات وقلة المساجد يؤدي إلى مشاكل أخرى
ترتبط بصعوبة ممارسة العبادات الأخرى، كصلاة الجمعة والجماعة.
وهناك ظاهرة قد تكون خاصة بالمسلمين المهاجرين، وهي عدم وجود لغة وفهم
مشتركين بين الجيل الأول والثاني والثالث منهم، فالجيل الثالث الذي ولد وتربى في
الغرب ولا يعرف غير لغاته وأساليب تفكيره، يشعر بغربة شديدة من الجيل الأول وقد لا
يفهمه أبداً، بالنظر لاختلاف الحاجات والمشاعر والنوازع واختلاف الرؤية للحياة.
وهذا الأمر لا يرتبط بالأسرة الواحدة فقط، بل بجميع مفردات الواقع الاجتماعي
والديني للأقليات.
وفيما يتعلق بالجوانب الحقوقية فإنها تتمثل في قضايا الزواج (الشرعي) والإرث وغيرها مما يرتبط بالقوانين المدنية وقوانين الأحوال الشخصية. فكثير من البلدان الغربية تفرض على مواطنيها (ومنهم المسلمين) القوانين المدنية الوضعية التي يتعارض الكثير منها مع الشرع الإسلامي، الأمر الذي يقود إلى مشاكل حقوقية كبيرة للمسلمين. ودون شك فإن الانتماء بالجنسية للبلد الغربي سيترتب عليه الالتزام بقوانين هذا البلد بمختلف ألوانها ومضامينها، الأمر الذي يخلق هذه الإشكالية، أي إشكالية الانتماء بالجنسية للبلد الغربي والانتماء بالعقيدة للإسلام وما يترتب على ذلك من خصوصيات. وفي المجال نفسه تدخل إشكالية الانخراط في العمل السياسي والحكومي والحزبي الغربي بالنسبة للمسلمين.
التحدي الثقافي والإعلامي: وهذا تحدي آخر يواجهه المسلمون في أمريكا من الناحية النظرية والفكرية، فإن وجود الأقلّيات المسلمة في بيئة متنوعة الثقافات والأفكار، ولاشك فإن التأثير الذي تتركه ثقافة الغرب على الأقلّيات المسلمة، لا يأخذ دائماً طابع الهجوم أو الغزو المحدد في وجهته، بل إن العملية كثيراً ما تأخذ طابع التأثر اللاواعي الذي ينتج عن خلل عميق في الذات المسلمة،فكرية نقيضة، تتميز بسيادة الآيديولوجية العلمانية ومختلف الأفكار الوضعية يؤثر بشكل أو بآخر على البنية الفكرية لهذه الأقلّيات وعلى رؤيتها للدين ووظيفة الدين ويتكامل هذا الجانب النظري والفكري مع الجانب السلوكي والعملي الذي يتميز ـ هو الآخر ـ بسيادة ايديولوجيا المادة والمنفعة واللذة التي افرزت أشكال مختلفة من السلوكيات اللاأخلاقية واللاإنسانية، وأعطت لمفاهيم الصلاح والفساد، والسعادة والشقاء، والحب والبغض، والاستقامة والانحراف، والعدالة والظلم، والحق والباطل، والاستبداد والحرية، مضامين اخرى تناقض المفاهيم الإسلامية التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية. وخلق هذا التكامل في الغرب ثقافة خاصة طبعت الحياة هناك بلونها.
ولاشك فإن التأثير الذي تتركه ثقافة الغرب على الأقلّيات المسلمة، لا يأخذ دائماً طابع الهجوم أو الغزو المحدد في وجهته، بل إن العملية كثيراً ما تأخذ طابع التأثر اللاواعي الذي ينتج عن خلل عميق في الذات المسلمة، بسبب انهيار الحصون الذاتية للفرد والاسرة والمجتمع المسلم، وهو ما أطلقنا عليه «القابلية على إغتيال الهوية».والأقلّيات المسلمة ـ ككل الفئات الاجتماعية الاخرى ـ تعيش دون إرادتها تحت وطأة الإعلام الغربي الذي يأخذ على عاتقه مهمة نشر تلك الثقافة وتعزيزها وتكريس حضورها الإجتماعي، بالصورة التي تمكّنه من التلاعب بمضامين الوعي الإجتماعي وتياراته، وتوجّه الرأي العام بالإتجاه الذي يخدم مصالح سدنة السياسة والمال.والأخطر من ذلك ظهور بعض الإتجاهات الثقافية والإسلامية في وسط الأقلّيات المسلمة المهاجرة، التي تتناغم مع نوعية الإعلام الغربي وتحاكيه وتتشبه به، وهي اتجاهات مستلبة ولا تقل خطورة وبشاعة في محاولاتها لاغتيال هوية المسلمين الثقافية عن وسائل الاعلام الغربية. ومعظم هذه الاتجاهات تستقر في الولايات المتحدة الامريكية. اضافة الى ظهور حركات اجتماعية غير مستقرة على المعتقدات الإسلامية ولاسيما في أوساط المسلمين السود في أمريكا.
وفيما يتعلق بالجوانب الحقوقية فإنها تتمثل في قضايا الزواج (الشرعي) والإرث وغيرها مما يرتبط بالقوانين المدنية وقوانين الأحوال الشخصية. فكثير من البلدان الغربية تفرض على مواطنيها (ومنهم المسلمين) القوانين المدنية الوضعية التي يتعارض الكثير منها مع الشرع الإسلامي، الأمر الذي يقود إلى مشاكل حقوقية كبيرة للمسلمين. ودون شك فإن الانتماء بالجنسية للبلد الغربي سيترتب عليه الالتزام بقوانين هذا البلد بمختلف ألوانها ومضامينها، الأمر الذي يخلق هذه الإشكالية، أي إشكالية الانتماء بالجنسية للبلد الغربي والانتماء بالعقيدة للإسلام وما يترتب على ذلك من خصوصيات. وفي المجال نفسه تدخل إشكالية الانخراط في العمل السياسي والحكومي والحزبي الغربي بالنسبة للمسلمين.
التحدي الثقافي والإعلامي: وهذا تحدي آخر يواجهه المسلمون في أمريكا من الناحية النظرية والفكرية، فإن وجود الأقلّيات المسلمة في بيئة متنوعة الثقافات والأفكار، ولاشك فإن التأثير الذي تتركه ثقافة الغرب على الأقلّيات المسلمة، لا يأخذ دائماً طابع الهجوم أو الغزو المحدد في وجهته، بل إن العملية كثيراً ما تأخذ طابع التأثر اللاواعي الذي ينتج عن خلل عميق في الذات المسلمة،فكرية نقيضة، تتميز بسيادة الآيديولوجية العلمانية ومختلف الأفكار الوضعية يؤثر بشكل أو بآخر على البنية الفكرية لهذه الأقلّيات وعلى رؤيتها للدين ووظيفة الدين ويتكامل هذا الجانب النظري والفكري مع الجانب السلوكي والعملي الذي يتميز ـ هو الآخر ـ بسيادة ايديولوجيا المادة والمنفعة واللذة التي افرزت أشكال مختلفة من السلوكيات اللاأخلاقية واللاإنسانية، وأعطت لمفاهيم الصلاح والفساد، والسعادة والشقاء، والحب والبغض، والاستقامة والانحراف، والعدالة والظلم، والحق والباطل، والاستبداد والحرية، مضامين اخرى تناقض المفاهيم الإسلامية التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية. وخلق هذا التكامل في الغرب ثقافة خاصة طبعت الحياة هناك بلونها.
ولاشك فإن التأثير الذي تتركه ثقافة الغرب على الأقلّيات المسلمة، لا يأخذ دائماً طابع الهجوم أو الغزو المحدد في وجهته، بل إن العملية كثيراً ما تأخذ طابع التأثر اللاواعي الذي ينتج عن خلل عميق في الذات المسلمة، بسبب انهيار الحصون الذاتية للفرد والاسرة والمجتمع المسلم، وهو ما أطلقنا عليه «القابلية على إغتيال الهوية».والأقلّيات المسلمة ـ ككل الفئات الاجتماعية الاخرى ـ تعيش دون إرادتها تحت وطأة الإعلام الغربي الذي يأخذ على عاتقه مهمة نشر تلك الثقافة وتعزيزها وتكريس حضورها الإجتماعي، بالصورة التي تمكّنه من التلاعب بمضامين الوعي الإجتماعي وتياراته، وتوجّه الرأي العام بالإتجاه الذي يخدم مصالح سدنة السياسة والمال.والأخطر من ذلك ظهور بعض الإتجاهات الثقافية والإسلامية في وسط الأقلّيات المسلمة المهاجرة، التي تتناغم مع نوعية الإعلام الغربي وتحاكيه وتتشبه به، وهي اتجاهات مستلبة ولا تقل خطورة وبشاعة في محاولاتها لاغتيال هوية المسلمين الثقافية عن وسائل الاعلام الغربية. ومعظم هذه الاتجاهات تستقر في الولايات المتحدة الامريكية. اضافة الى ظهور حركات اجتماعية غير مستقرة على المعتقدات الإسلامية ولاسيما في أوساط المسلمين السود في أمريكا.
ولما كان
المسلمون في أمريكا قد ورثوا تركة العلاقات الإسلامية الأمريكية المتأزمة منذ لحظة
وجودهم في الولايات المتحدة فقد أخذت طليعة - بعيدة النظر حكيمة الرؤية - منهم على عاتقها مهمة تحسين
العلاقات الإسلامية الأمريكية من داخل الولايات المتحدة وتحرير السياسة والمجتمع
الأمريكيين من قيد جماعات المصالح المتطرفة، وتتـناول هذه المقالة رؤية هذه
الطليعة للعلاقات الإسلامية الأمريكية ومساعيها لإصلاح تلك العلاقات من داخل
الولايات المتحدة ذاتها، وما واجهته من ضغوط وتحديات على مدار العام الماضي.
معرفة
المواطن الأمريكي بالعالم الإسلامي وقضاياه تشكلت من خلال سلسلة من الأزمات لا
يرصد الباحثون في تاريخ العلاقات الإسلامية الأمريكية أية جهد إسلامي مستمر وواسع
التأثير والنطاق استطاع الإسهام في تشكيل معرفة قطاعات عريضة من الشعب الأمريكي
بالعالم الإسلامي وقضاياه، وعلى النقيض يشير كثير من الباحثين إلى أن وعي غالبية
الجمهور الأمريكي العادي بالإسلام والمسلمين وقضاياهم تشكل من خلال مجموعة من
الأزمات الدولية التي وقف في أغلبها بعض المسلمين والعرب موقف الغرماء للولايات
المتحدة.
ومن أهم هذه المحطات التاريخية الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن الأمريكيين والتي يشير إليها كثير من المحللين على أنها مثلت بداية معرفة المواطن الأمريكي ببلدان العالم الإسلامي وعلاقتها بالولايات المتحدة في العقود الأخيرة. بعد ذلك يتوقف كثير من الباحثين عند حرب الخليج الثانية وإرسال الولايات المتحدة لحوالي نصف مليون جندي أمريكي للخليج لمواجهة زحف قوات صدام حسين على أبار البترول الخليجية، ولتحرير الكويت، وقد مثلت حرب الخليج الثانية أحد أكبر العمليات العسكرية الأمريكية خارج أرض الولايات المتحدة بعد حرب فيتنام، ولذا حازت على اهتمام قطاعات واسعة من الشعب الأمريكي الذي يخشى تقليديا من إرسال أبناءه للحرب خارج أراضيه.
ومن أهم هذه المحطات التاريخية الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن الأمريكيين والتي يشير إليها كثير من المحللين على أنها مثلت بداية معرفة المواطن الأمريكي ببلدان العالم الإسلامي وعلاقتها بالولايات المتحدة في العقود الأخيرة. بعد ذلك يتوقف كثير من الباحثين عند حرب الخليج الثانية وإرسال الولايات المتحدة لحوالي نصف مليون جندي أمريكي للخليج لمواجهة زحف قوات صدام حسين على أبار البترول الخليجية، ولتحرير الكويت، وقد مثلت حرب الخليج الثانية أحد أكبر العمليات العسكرية الأمريكية خارج أرض الولايات المتحدة بعد حرب فيتنام، ولذا حازت على اهتمام قطاعات واسعة من الشعب الأمريكي الذي يخشى تقليديا من إرسال أبناءه للحرب خارج أراضيه.
وبالطبع
كانت المعرفة التي حصل عليها المواطن الأمريكي عن المسلمين والعرب خلال هذه
الأزمات معرفة سلبية في غالبيـتها، ولم يمنع هذا بالطبع أقلية صغيرة جدا في
المجتمع الأمريكي من الإطلاع على الإسلام وقضايا المسلمين بموضوعية وعن قرب خلال
هذه الأزمات، ولكنة تبقى هذه الأقلية من باب الاستثناء وليس من باب القاعدة التي
يجب أن يعول عليها المسلمون والعرب في علاقتهم بالولايات المتحدة.
وفي عام
1993 دخل وعي المواطن الأمريكي ببلدان العالم الإسلامي وبالعلاقات الإسلامية
الأمريكية منعطفا جديدا شديد السلبية عندما أدينت مجموعة من المسلمين والعرب في
تفجير مبنى التجارة العالمي الأول، وقد مثل التفجير تصعيدا سلبيا خطيرا في علاقة
المواطن الأمريكي العادي بالمسلمين والعرب لأنه نقل ساحة الخلاف في العلاقات
الإسلامية الأمريكية إلى أرض الولايات المتحدة في صورة عنيفة قاتلة تهدد المواطن
الأمريكي العادي نفسه، في الوقت الذي تركت فيه ساحة توعية المواطن الأمريكي بحقيقة
الإسلام والمسلمين شبه خالية.
كما فتحت أزمة عام 1993 الباب أمام انتشار استخدام مصطلح خطير – في الأوساط الإعلامية والسياسية الأمريكية - ألا وهو مصطلح الإرهاب مرتبطا بالإسلام بعد أن حاول الأمريكيون تفسير سلوك الجماعات التي هاجمت مبنى التجارة الدولي، وبالطبع وجدت بعض الجماعات المتطرفة في مواقفها تجاه المسلمين والعرب داخل الولايات المتحدة في تلك الحوادث الشاذة والمنحرفة فرصة لربط صورة الإسلام وجماعاته المختلفة بالإرهاب لدى المواطن الأمريكي العادي.
كما فتحت أزمة عام 1993 الباب أمام انتشار استخدام مصطلح خطير – في الأوساط الإعلامية والسياسية الأمريكية - ألا وهو مصطلح الإرهاب مرتبطا بالإسلام بعد أن حاول الأمريكيون تفسير سلوك الجماعات التي هاجمت مبنى التجارة الدولي، وبالطبع وجدت بعض الجماعات المتطرفة في مواقفها تجاه المسلمين والعرب داخل الولايات المتحدة في تلك الحوادث الشاذة والمنحرفة فرصة لربط صورة الإسلام وجماعاته المختلفة بالإرهاب لدى المواطن الأمريكي العادي.
وفي عام
1995 وقعت تفجيرات أوكلاهوما سيتي وأتهم فيها المسلمين والعرب ظلما فور وقوعها،
وسرعان ما ظهرت الحقيقة وبرئوا منها، ومنحت الأزمة المسلمين والعرب فرصة لتحسين
سمعتهم وتبرئة ساحتهم، خاصة بعد أن تلقوا العديد من الاعتذارات الرسمية والشعبية
على خطأ اتهامهم ظلما.
ومنذ عام
1995 وحتى عام 2001 وقعت أكثر من أزمة في العلاقات الإسلامية الأمريكية من أخطرها
الاعتداء على القواعد الأمريكية في الخبر وعلى السفينة الحربية الأمريكية كول
الراسية قرب الشواطئ اليمنية وسقوط الطائرة TWA والتي شكك البعض في أن مسلمين وعرب قد أسقطوها.
ومما خفف
من أثار هذه الأزمات وقوعها خارج أرض الولايات المتحدة، وأن المنظمات المسلمة
والعربية الأمريكية نشطت خلال تلك الفترة في نفي تهمة الإرهاب عن المسلمين والعرب،
كما تريث المسئولون الأمريكيون في توجيه أصابع الاتهام إلى المسلمين والعرب خوفا
من تكرار خطأ أزمة أوكلاهوما سيتي. ولما وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 تريثت دوائر
الإعلام والسياسة الأمريكية إلى حد ما قبل توجيه أصابع الاتهام إلى أية طرف، بل
نقلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية في يومي 11 و 12 سبتمبر مخاوف المسلمين
والعرب الأمريكيين من التسرع في اتهامهم بالمسئولية عن الانفجارات وإدانتهم لها
وتبرؤهم منها.
ولكن بعد
إدانة مسلمين وعرب في الهجمات بدأت فصول واحدة من أخطر الأزمات في علاقة المسلمين
والعرب بالولايات المتحدة، تلك الأزمة التي مازلنا نعيش آثارها حتى يومنا هذا.
ومن آثار
أزمة سبتمبر 2001 على العلاقات الإسلامية الأمريكية يمكن النظر إلى نوعين من
الآثار تركتهما أزمة سبتمبر على علاقة المسلمين والعرب بالأمريكيين، أولهما هو نوع
مباشر وثانيهما هو الآثار بعيدة المدى.
أولا:
الآثار المباشرة شعر المسلمون في أمريكا بآثار الأزمة المباشرة على عدة مستويات من
أوضحها موجة الاعتداءات على حقوق وحريات المسلمين والعرب في أمريكا والتي تلت
الهجمات وامتدت بعدها لحوالي ثلاثة أشهر أو أكثر وأضرت بصورة مباشرة بحقوق وحريات
أكثر من 2000 أسرة مسلمة.
ولم ينتهي
التضييق على حقوق وحريات المسلمين والعرب عند ذلك بل ظهرت سلسلة من التشريعات
والقوانين والسياسات والملاحقات الأمنية التي ألحقت ضررا واسعا بحقوق وحريات
المسلمين والعرب، ومن أمثلة ذلك اعتقال أكثر من 1000 مسلم على ذمة التحقيقات،
وإغلاق أو تفتيش عدد كبير من المؤسسات المسلمة والعربية، وظهور قوانين تسمح بوضع
عدد كبير من مؤسسات العرب والمسلمين العامة تحت الرقابة.
وفي وسائل الإعلام الأمريكية تعرض المسلمون والعرب منذ 11 سبتمبر لحملات تشويه يومية ربطت بين الإرهاب والدين الإسلامي ومفاهيمه وقيمه ونظرة المسلم المتدين للعالم، وعلت على السطح سلسلة من الأبواق الإعلامية المتشددة في نظرتها نحو الإسلام والمسلمين والتي باتت أكثر حرية وشراسة في تشويه صور المسلمين والعرب، وعلى رأس الوكالات التي أشتكى منها المسلمون والعرب خلال العام الماضي قناة فوكس نيوز الأمريكية ومجلة ناشيونال ريفيو المحافظة وموقع ورلد نت دايلي وكتاب مثل آن كولتر والمذيع بيل أورالي وبعض رجال الدين المتشددين مثل باب روبرتسون، وبيل جراهام.
وفي وسائل الإعلام الأمريكية تعرض المسلمون والعرب منذ 11 سبتمبر لحملات تشويه يومية ربطت بين الإرهاب والدين الإسلامي ومفاهيمه وقيمه ونظرة المسلم المتدين للعالم، وعلت على السطح سلسلة من الأبواق الإعلامية المتشددة في نظرتها نحو الإسلام والمسلمين والتي باتت أكثر حرية وشراسة في تشويه صور المسلمين والعرب، وعلى رأس الوكالات التي أشتكى منها المسلمون والعرب خلال العام الماضي قناة فوكس نيوز الأمريكية ومجلة ناشيونال ريفيو المحافظة وموقع ورلد نت دايلي وكتاب مثل آن كولتر والمذيع بيل أورالي وبعض رجال الدين المتشددين مثل باب روبرتسون، وبيل جراهام.
على الصعيد
السياسي تعرض البيت الأبيض لضغوط شديدة بسبب لقائه مرتين مع قيادات بعض المنظمات
المسلمة والعربية في الأسابيع القليلة التالية لهجمات سبتمبر ودفعت هذه الضغوط
البيت الأبيض إلى عدم اللقاء مع تلك المنظمات مرة أخرى حتى الآن، كما أسهمت سياسات
وزارة العدل الأمريكية بقيادة وزير العدل الحالي جون أشكروفت إسهاما كبيرا في
تدهور علاقة المسلمين والعرب في أمريكا بالإدارة الحالية إذ اتهموها أكثر من مرة بالتمييز
ضد المسلمين والعرب دون غيرهم.
كما واجه
أعضاء الكونجرس المساندين للمسلمين والعرب ضغوط بالغة الشدة والخطورة في حملة
الانتخابات التشريعية الحالية (نوفمبر 2002) التي أدت حتى الآن إلى هزيمة مجموعة
من أكثر أعضاء الكونجرس مساندة لهم وعلى رأسهم النائبة سنثيا ماكيني (من ولاية
جورجيا)، والنائب إريل هيلليارد (من ولاية ألباما).
وعلى
الصعيد الدولي أضرت الأزمة بمجموعة من أهم قضايا المسلمين والعرب الدولية وعلى
رأسها القضية الفلسطينية، إذ وجدت أبواق الدعاية الإسرائيلية المتشددة في الأزمة
فرصة لتشويه صورة مختلف أنواع المقاومة الفلسطينية وإقرانها بالإرهاب، ولنفس السبب
تضررت قضايا الشعوب الإسلامية المستضعفة في مناطق أخرى عديدة وهامة من العالم
كالشيشان وكشمير.
ثانيا: الآثار بعيدة المدى عميقة التأثير بعض تبعات الأزمة كانت بعيدة المدى عميقة التأثير لأنها تتعلق بالإضرار بالعلاقات الإسلامية الأمريكية إضرار بالغا يرسخ الجوانب المتأزمة والخلافية في العلاقة ويحول دون سبل الحوار وتحسين العلاقات الإسلامية الأمريكية بما فيه خير المسلمين والأمريكيين معا. ويمكن رصد هذا النوع من الآثار على مستويات ثلاثة أساسية.
أولا: إضعاف وجود المسلمين والعرب داخل الولايات المتحدة والحيلولة دون تنامي قوتهم. فقد ظهرت خلال العام الماضي دعوات عديدة تشكك في نوايا المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا وتتهمهم بأنهم طابور خامس يعيش داخل أمريكا كجزء من مؤامرة ضدها، وتطالب بعدم اعتبارهم أو الاعتراف بهم سياسيا أو اجتماعيا، وتخوف المواطن الأمريكي العادي ومؤسسات المجتمع الأمريكي المدنية من المسلمين ومن التعامل معهم، كما ظهرت محاولات لإقصاء المسلمين والعرب عن المشاركة في فعاليات المجتمع المدني الأمريكي، فعلى سبيل المثال كشفت منظمات مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في الفترة التالية للحادي عشر من سبتمبر 2001 أكثر من محاولة قامت بها منظمات موالية لإسرائيل للحيلولة دون مشاركة المجلس ومندوبيه في بعض المنتديات والمؤتمرات المتعلقة بالحقوق والحريات المدنية.
وفي 14 أغسطس 2002 أصدر معهد أبحاث أمريكي خاص معروف بمواقفه المتشددة من المهاجرين الجدد للولايات المتحدة يدعى "مركز أبحاث الهجرة" دراسة عن الهجرة الشرق أوسطية إلى الولايات المتحدة، وقد مثلت الدراسة محاولة لتجميع عدد كبير من الاتهامات والمفاهيم النمطية السلبية الرائجة عن المهاجرين المسلمين والعرب إلى الولايات المتحدة وترويجها كأفكار علمية موضوعية، وذلك بهدف تخويف الأمريكيين من الهجرة المسلمة والعربية ومن ثم إقناعهم بالحد منها ووقفها.
ثانيا: الآثار بعيدة المدى عميقة التأثير بعض تبعات الأزمة كانت بعيدة المدى عميقة التأثير لأنها تتعلق بالإضرار بالعلاقات الإسلامية الأمريكية إضرار بالغا يرسخ الجوانب المتأزمة والخلافية في العلاقة ويحول دون سبل الحوار وتحسين العلاقات الإسلامية الأمريكية بما فيه خير المسلمين والأمريكيين معا. ويمكن رصد هذا النوع من الآثار على مستويات ثلاثة أساسية.
أولا: إضعاف وجود المسلمين والعرب داخل الولايات المتحدة والحيلولة دون تنامي قوتهم. فقد ظهرت خلال العام الماضي دعوات عديدة تشكك في نوايا المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا وتتهمهم بأنهم طابور خامس يعيش داخل أمريكا كجزء من مؤامرة ضدها، وتطالب بعدم اعتبارهم أو الاعتراف بهم سياسيا أو اجتماعيا، وتخوف المواطن الأمريكي العادي ومؤسسات المجتمع الأمريكي المدنية من المسلمين ومن التعامل معهم، كما ظهرت محاولات لإقصاء المسلمين والعرب عن المشاركة في فعاليات المجتمع المدني الأمريكي، فعلى سبيل المثال كشفت منظمات مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في الفترة التالية للحادي عشر من سبتمبر 2001 أكثر من محاولة قامت بها منظمات موالية لإسرائيل للحيلولة دون مشاركة المجلس ومندوبيه في بعض المنتديات والمؤتمرات المتعلقة بالحقوق والحريات المدنية.
وفي 14 أغسطس 2002 أصدر معهد أبحاث أمريكي خاص معروف بمواقفه المتشددة من المهاجرين الجدد للولايات المتحدة يدعى "مركز أبحاث الهجرة" دراسة عن الهجرة الشرق أوسطية إلى الولايات المتحدة، وقد مثلت الدراسة محاولة لتجميع عدد كبير من الاتهامات والمفاهيم النمطية السلبية الرائجة عن المهاجرين المسلمين والعرب إلى الولايات المتحدة وترويجها كأفكار علمية موضوعية، وذلك بهدف تخويف الأمريكيين من الهجرة المسلمة والعربية ومن ثم إقناعهم بالحد منها ووقفها.
وكشفت
الدراسة ما تخطط له بعض الجماعات المتشددة والمتطرفة لمواجهة تنامي أعداد ونفوذ
المهاجرين المسلمين والعرب إلى الولايات المتحدة واعتبارهم خطرا يهدد نفوذها على
صانع القرار الأمريكي، واستعدادها لمواجهة والحد من قوى المهاجرين المسلمين والعرب
المتزايدة من خلال شتى السبل بما في ذلك الحد من إعدادهم وقدرتهم على الاستقرار في
الولايات المتحدة.
ثانيا: تشويه صورة المسلمين والعرب في دوائر الإعلام والرأي العام الأمريكيين والحيلولة دون نجاحهم في تحسين صورتهم، فقد أوضحت بعض التقارير الصحفية أن جهود بعض الدول العربية والإسلامية مثل المملكة العربية السعودية لتحسين صورتها وصورة المسلمين والعرب لاقت صعوبات وعدم تعاون شركات الدعاية والإعلام الأمريكية، هذا في الوقت الذي انتقلت فيه حملة تشويه صورة المسلمين والعرب في وسائل الإعلام الأمريكي إلى مستوى كبير من الوضوح والشراسة والجراءة في كيل الاتهامات للإسلام والمسلمين.
ثالثا: الدفع في اتجاه المواجهة بين البلدان العربية والإسلامية والولايات المتحدة على مستوى السياسة الخارجية. وذلك لأن ظهور ما يسمى بالمحافظين الجدد وتنامي قوتهم السياسية وتحالفهم مع الجماعات المتشددة في ولائها لإسرائيل ألقى بظلال سلبية على سياسة أمريكا الخارجية تجاه قضايا المسلمين والعرب وعلى رأسها قضيتا فلسطين والعراق، كما أنه أضعف أمال المسلمين والعرب الذين يحاولون العمل على إصلاح العلاقات الإسلامية الأمريكية داخل وخارج أمريكا.
ثانيا: تشويه صورة المسلمين والعرب في دوائر الإعلام والرأي العام الأمريكيين والحيلولة دون نجاحهم في تحسين صورتهم، فقد أوضحت بعض التقارير الصحفية أن جهود بعض الدول العربية والإسلامية مثل المملكة العربية السعودية لتحسين صورتها وصورة المسلمين والعرب لاقت صعوبات وعدم تعاون شركات الدعاية والإعلام الأمريكية، هذا في الوقت الذي انتقلت فيه حملة تشويه صورة المسلمين والعرب في وسائل الإعلام الأمريكي إلى مستوى كبير من الوضوح والشراسة والجراءة في كيل الاتهامات للإسلام والمسلمين.
ثالثا: الدفع في اتجاه المواجهة بين البلدان العربية والإسلامية والولايات المتحدة على مستوى السياسة الخارجية. وذلك لأن ظهور ما يسمى بالمحافظين الجدد وتنامي قوتهم السياسية وتحالفهم مع الجماعات المتشددة في ولائها لإسرائيل ألقى بظلال سلبية على سياسة أمريكا الخارجية تجاه قضايا المسلمين والعرب وعلى رأسها قضيتا فلسطين والعراق، كما أنه أضعف أمال المسلمين والعرب الذين يحاولون العمل على إصلاح العلاقات الإسلامية الأمريكية داخل وخارج أمريكا.
فقد رفض
تحالف المحافظين الجدد واللوبي الموالي لإسرائيل التطرق لأية حلول حقيقية لمشكلة
الشرق الأوسط من خلال إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفي المقابل فضلوا
غض الطرف بشكل يكاد أن يكون كليا عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وراحوا ينشرون
رؤية مخالفة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تقوم على أساس زرع أنظمة بديلة في
المنطقة العربية - بدءا من العراق - تدين بولائها للسياسة التي يرونها بغض النظر
عن عدالتها، كما فضلوا أيضا مبدأ المواجهة والصراع على حساب مبدأ المصارحة والحوار
في التعامل مع الجماعات والنظم المسلمة والعربية المعارضة للسياسة الأمريكية تجاه
قضايا العالمين العربي والإسلامي.
وتـنبع خطورة مخطط المحافظين الجدد – وغيره من الآثار بعيدة المدى لأحداث سبتمبر – من أنها ليس فقط تضر بالعلاقات الإسلامية الأمريكية في الوقت الحاضر وإنما تزرع بذور الشقاق والخلاف في العلاقات الإسلامية الأمريكية على المدى البعيد وتغلق أبواب الحوار الحقيقة ومن ثم تقلل فرص إصلاح العلاقات الإسلامية الأمريكية، وتتماشى مع جهود جماعات المصالح والضغط المتشددة التي سعت إلى الإضرار بالعلاقات الإسلامية الأمريكية على مدى عقود طويلة من الزمان.
وتـنبع خطورة مخطط المحافظين الجدد – وغيره من الآثار بعيدة المدى لأحداث سبتمبر – من أنها ليس فقط تضر بالعلاقات الإسلامية الأمريكية في الوقت الحاضر وإنما تزرع بذور الشقاق والخلاف في العلاقات الإسلامية الأمريكية على المدى البعيد وتغلق أبواب الحوار الحقيقة ومن ثم تقلل فرص إصلاح العلاقات الإسلامية الأمريكية، وتتماشى مع جهود جماعات المصالح والضغط المتشددة التي سعت إلى الإضرار بالعلاقات الإسلامية الأمريكية على مدى عقود طويلة من الزمان.
تتيح اللغة الإنجليزية في الولايات
المتحدة فرصة نادرة لتعليم أبناء الجالية المسلمة بالولايات المتحدة، ذلك أن كل
أفراد الجالية المسلمة على اختلاف جنسياتهم يعرفون هذه اللغة، وهذا غير متاح
لأبناء الأقلية المسلمة في أوروبا أو أفريقيا وآسيا، حيث تتعدد اللغات، لذلك لو
أمكن لأفراد الجالية المسلمة بالولايات المتحدة استغلال هذه الإمكانيات، لتحسن
الوضع التعليمي الإسلامي لأبناء الجالية.
ويعترض التعليم لأبناء الأقلية المسلمة
بالولايات المتحدة عدة مشاكل، منها:
أ- تعدد الهيئات
الإسلامية القومية، فلكل قومية من أبناء الأقلية المسلمة هيئات تعليمية خاصة بهم،
وتمارس تعليم أبنائها وفق النظم الخاصة بالوطن الأم.
ب-
عدم وجود مناهج إسلامية موحدة تطبق في
جميع المدارس الإسلامية في أنحاء الولايات المتحدة رغم إمكانية اللغة الواحدة.
ج- الزواج المختلط
مشكلة تثير خلافات حول تعليم الأبناء.
د- نظام التعليم الأمريكي وطول اليوم الدراسي، لا يتيح الفرص لتعليم أبناء المسلمين في دراسات مسائية يومية منتظمة.
د- نظام التعليم الأمريكي وطول اليوم الدراسي، لا يتيح الفرص لتعليم أبناء المسلمين في دراسات مسائية يومية منتظمة.
هـ- قضية الذوبان
في الثقافة الأمريكية، وهذه تختلف في قيمتها وتقاليدها ومعتقداتها مع الثقافة
الإسلامية.
و- عدم توافر
المدارس الإسلامية في مواطن كثيرة من مناطق الجالية المسلمة بالولايات المتحدة.
ز- المشاكل الاجتماعية الناشئة عن اختلاف
التقاليد والعادات في محيط أبناء الجالية المسلمة، وضعف ثقافة الوالدين إسلاميًا،
وهذا ناشئ عن ضعف الثقافة الإسلامية التي حملوها من الوطن الأم.
حـ- النقص في عدد
المدرسين في المدارس الإسلامية، والحاجة إلى مدرسين تربويين.
ط- الافتقار إلى جامعة إسلامية معترف بها بالولايات المتحدة.
ي- مشكلة الكتب الإسلامية.
ط- الافتقار إلى جامعة إسلامية معترف بها بالولايات المتحدة.
ي- مشكلة الكتب الإسلامية.
ك- الحاجة إلى
تمويل المدارس الإسلامية.
المبحث
الخامس: الحلول المقترحة لمواجهة تحديات الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة
الأمريكية:
لاشك إن الحلول التي تطرح لعلاج أية مشكلة، تفترض دراسة واعية ودقيقة لواقع
المشكلة وتفاصيلها وخلفياتها، لتأتي المعالجات منسجمة مع حقائق المشكلة. . ففيما يرتبط بمشاكل الأقلّيات
المسلمة في الغرب، فإن استشراف مستقبل هذه المشاكل وماستشكله من ضغوطات على
الواقع، سيحدد نوعية الأهداف التي ينبغي الوصول اليها، كما يحدد البدائل والخيارات
التي تفرضها حقائق الحاضر، لكي تبتعد المعالجات عن حالة التوصيات العامة، ولغة ما
يجب وما ينبغي، وهي اللغة التي تقف عادة خارج إطار الزمان والمكان وأرقامه. الحديث
عن المعالجات التي يمكن من خلالها مواجهة التحديات آنفة الذكر، تسبقه مداخل
أساسية، يتمثل إهمها في ضرورة وقوف الأقلّيات المسلمة على حقيقة التحديات التي
تواجهها ووعي هذه التحديات ومعرفة مضامينها ونوعياتها، دون تهويل أو إلغاء.
الحديث عن المعالجات التي يمكن من خلالها مواجهة التحديات آنفة الذكر،
تسبقه مداخل أساسية، يتمثل إهمها في ضرورة وقوف الأقلّيات المسلمة على حقيقة
التحديات التي تواجهها
أو تبسيط.
حينها ستكون هذه الأقلّيات ـ كمدخل ثان ـ مهيأة للقيام بثلاث عمليات أساسية تكمّل
بعضها، بهدف صيانة هويتها وحمايتها من الإغتيال الثقافي:
الأولى: البناء والتحصين الداخلي.
الأولى: البناء والتحصين الداخلي.
الثانية:
مواجهة التأثيرات المحيطة.
الثالثة:
التأثير في الوسط المحيط (غير المسلم).
والعملية
الثالثة التي مرّ ذكرها، تستدعي أن يتحول المسلمون الى محاور للتأثير في الوسط
المحيط، أي عناصر تبليغية، من خلال السلوك الحسن والاخلاق الفاضلة، والكلمة الطيبة
والدعوة الحسنة، وبث التعاليم والمفاهيم الإسلامية والتواصل الايجابي مع غير
المسلمين، ليخلقوا صوراً مشرقة عن الإسلام والمسلمين في أذهان الآخرين. وهناك
الآلاف من المسلمين الذين يعيشون في الغرب من أصحاب الكفاءات والاختصاصات، وهؤلاء
بإمكانهم ـ في الوقت الذي يعملون فيه على صيانة هويتهم وهوية إخوانهم في العقيدة ـ
التأثير في مجتمع النخب الفكرية والعلمية والثقافية الغربية التي يمارسون تخصصاتهم
في أوساطها، بل ويضيفوا البعد الإسلامي إلى الحالة الثقافية والحضارية الغربية.
فمن الخطأ الانعزال والتقوقع والانكفاء، لأن الانكفاء إذا حقق بعض الإيجابيات
المؤقتة، فإن سلبياته على المديين القصير والبعيد هي أكبر بكثير.
من المؤكد
ان وحدة هذه الأقلّيات في كل بلد احد الحلول المطروحة ومدخل توحيد الصفوف
والكلمة هو أساس كل تخطيط أو نجاح يراد تحقيقه. ولعل المؤتمرات العامة الدورية
والاتحادات والبرلمانات ومجالس الشورى هي مظاهر ضرورية لهذه الوحدة، وبإمكانها
استيعاب كل المسلمين في أي بلد، لكي يخرج الحديث عن الآلام والآمال والتحديات
والحقوق من فم واحد يمثل المسلمين جميعاً. والطموح أن تتجاوز هذه الكيانات المحلية الى كيان أوسع
يستوعب كل الأقلّيات المسلمة ا في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية واستراليا. والوحدة والتنسيق والتقريب هنا يشمل كل حالات الاختلاف بين
المسلمين، في المذهب.. في اللغة.. في الجنسية.. في القومية.. في المستوى الاقتصادي..
في التوجه الاجتماعي.. في المشرب السياسي وغيرها.
ويمكن
لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الاخری أن تسعی فی هذا
المجال وهو دعم الأقلّيات المسلمة في الغرب ودعم حقوقها وتنظيم شؤونها. ومن خلال
العديد من اللقاءات والقراءات، وضعت المنظمة جملة من الأهداف والمخططات والتوصيات،
التي نأمل أن تتحول بموجبها الى واقع عملي، وأعيد هنا التأكيد على نقطة في غاية
الأهمية، تتعلق بالتعددية المذهبية والقومية واللغوية والاجتماعية للأقليات. فهذه
التعددية لابدّ أن تتحول الى نقطة قوة وتقارب ووحدة، بدلاً عن أن تكون نقطة اختلاف
وافتراق.
وبخصوص تحديات التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية أمام هذه المشكلات حاولت الجالية المسلمة
بالولايات المتحدة حل مشكلات التعليم الإسلامي حلًّا ذاتيًا. ولقد درس هذه
المشكلات المؤتمر الإسلامي لأمريكا الذي عقد بمدينة نيويورك بولاية نيوجرسي في
الفترة من 4-6 جمادي الأولى 1397هـ، أبريل 1977م، واتخذ في هذا المؤتمر عدة توصيات
منها:
1. يتبنى المؤتمر
سياسة تربوية إسلامية تشرف عليها هيئة إدارية للتعليم، وتشرف على وضع المناهج
التعليمية.
2. وضع خطة لإنشاء مدارس إسلامية تشرف عليها
هيئة إدارية للتعليم، وتشرف على وضع المناهج التعليمية.
3. أوصى المؤتمر باستخدام العلوم التكنولوجية
الحديثة عند إعداد الكتب والمناهج المدرسية، وتطوير وسائل التعليم، وأوصى بترجمة
المبادئ الأساسية الإسلامية لتعليم الأطفال.
4. أوصى
المؤتمر بتوحيد المناهج الإسلامية، وتطويرها.
5. أوصى المؤتمر بإنشاء معهد رئيسي لتخريج
المعلمين، وتدريب القائمين على التدريس.
6. أوصى المؤتمر بتقديم مساعدات عاجلة للجمعيات الإسلامية التي تحتاج إلى التوسع في مدارسها الإسلامية، والتي لا تستطيع الاستمرار في التعليم.
7. أوصى المؤتمر بتعليم الكبار أسس ومبادئ الإسلام.
8. إيجاد مركز للدعوة في كل من المدارس والمعسكرات الصيفية.
6. أوصى المؤتمر بتقديم مساعدات عاجلة للجمعيات الإسلامية التي تحتاج إلى التوسع في مدارسها الإسلامية، والتي لا تستطيع الاستمرار في التعليم.
7. أوصى المؤتمر بتعليم الكبار أسس ومبادئ الإسلام.
8. إيجاد مركز للدعوة في كل من المدارس والمعسكرات الصيفية.
9. أوصى المؤتمر بتشكيل جهاز إداري يشرف على
تنفيذ توصيات المؤتمر، وتخصيص الأموال اللازمة للتعليم، وإعطاء التعليم الإسلامي
حق الأولوية.
وضع منهج إسلامي موحد:
يحاول الاتحاد الإسلامي في أمريكا إعداد
منهج جديد للتعليم الإسلامي، فاختار لجنة لوضع منهج تعليمي لأبناء المسلمين لإعداد
المنهج المطلوب، ومن المتوقع أن اللجنة قد انتهت من هذا المنهج الدراسي.
[2].أبو عبيد القاسم بن سلام, الغريب المصنف, تحقيق محمد
المختار العبيدي, دار سحنون, تونس, (د.ت), ج42, ص92.
[3].أبو القاسم محمد بن عمر الزمخشري, الفائق في غريب الحديث,
دار المعرفة, تونس, (د.ت), ج3, ص222.
[6].رمضان محمد علي مبروك, مشكلات الأقليات المسلمة في غرب أوربا:
الأسباب والحلول, رسالة دكتوراه غير منشورة, كلية الدعوة الإسلامية, جامعة
الأزهر الشريف, 2003, ص 65.
[7].سليمان إبراهيم العسكري, 2005,صورتنا في الغرب مسؤولية من؟, مجلة
العربي, وزارة الإعلام, الكويت, العدد 554, ص176.
[8].رمضان محمد علي مبروك, مشكلات الأقليات المسلمة, , ص65.
[9].سليمان إبراهيم العسكري, 2005,صورتنا في الغرب مسؤولية من؟, ,
ص177.
[11].باسنت فتحي محمود, محمد درويش درويش, 2010, تعليم أبناء الأقلية
المسلمة, دراسة تحليلية, مجلة مستقبل التربية العربية, المركز
العربى للتعليم والتنمية, ص 298.
([12])تقوية أمريكا:
الاندماج السياسي والمدني للأمريكيين المسلمين"، إصدار مجلس الشؤون العالمية
في شيكاغو، 2007.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق